دول العالم والرئيس بوش

من المؤكد أن كثيرين من الناس في مختلف أنحاء العالم والذين كانوا ينظرون بفزع للسياسة الخارجية للرئيس الأمريكي جورج بوش في فترته الرئاسية الأولى، فوجئوا بإعادة انتخابه لفترة ثانية. لقد كان العراق بشكل عام محور تركيز المجتمع الدولي.ولكن الأمريكيين ربما لم يحددوا مواقفهم الانتخابية على أساس قضايا السياسة الخارجية. ربما كان العراق مطروحاً كقضية للمناقشة خلال دعوات العشاء أو في أمسيات الأمريكيين ولكنهم عندما توجهوا إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة اختاروا الشخص الذي يعتقدون أنه قريب منهم على المستوى الشخصي وبخاصة فيما يتعلق بقضايا الإيمان والأخلاق.ومن المتوقع بعد أن تفرغ مراكز الأبحاث من تحليل نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة أن نجد أن المحدد الأساسي لمواقف كثيرين من الناخبين كان موقف المرشحين من قضية مثل زواج الشواذ أكثر من موقفه من قضايا السياسة الخارجية.وقد كنا قد أعلنا تأييدنا كصحيفة نيويورك تايمز للمرشح الديموقراطي جون كيري وبالطبع من الحماقة أن ندعي أن نتيجة الانتخابات لم تصبنا بخيبة أمل. ولكن الشيء المهم في الديموقراطية هو قدرة المواطنين الذين أصيبوا بخيبة أمل على قبول النتائج غير المرغوبة للانتخابات كشيء شرعي.
ربما يبدو الأمر صعباً لكثير من الأمريكيين في ظل هذه النتيجة المفاجئة. ولكن أفضل طريقة للتعامل مع هذا الموقف هو أن نبدأ من الآن التحرك لإزالة آثار معركة انتخابات الرئاسة. ومهما كانت خلافاتنا مع جورج بوش في الماضي فإننا الآن أمام بداية جديدة من الناحية الرسمية. فهو الآن الرئيس الأمريكي الجديد الذي تم اختياره بطريقة حرة ونزيهة. والمهمة التي تنتظره مهمة صعبة.فعلى الصعيد المحلي يبدو أن الكونجرس فقد السيطرة على عجز الموازنة. وعلى الصعيد الدولي إذا لم يكن العراق قد خرج عن السيطرة حالياً فإنه على وشك أن يصل لتلك المرحلة.بالطبع اختلفنا مع جورج بوش كثيراً في الماضي وسوف نختلف معه كثيراً في المستقبل ولكن الشيء الوحيد الذي نتمناه اليوم هو أن ينجح في النهوض بمهمته.