* بروكسل - أ.ف.ب:
شملت الموضوعات المتعددة التي تناولتها القمة الأوروبية العلاقة مع إيران خصوصا فيما يتصل بالملف النووي مؤكدة الحرص على هذه العلاقة من خلال تبني سياسة العصا والجزرة لإقناع إيران تطوير البرنامج النووي إلى تسليحي، وفي ذات الوقت دارت على هامش القمة تكهنات حول مغادرة الرئيس الفرنسي العاصمة البلجيكية دون حضور مناسبة حفل عشاء حضره رئيس الوزراء العراقي غير أن باريس نفت الصلة بين مغادرة الرئيس الفرنسي وحضور الضيف العراقي الحفل.
فقد أعلن مصدر دبلوماسي فرنسي أن مغادرة الرئيس الفرنسي جاك شيراك إلى أبو ظبي قبل انتهاء القمة الأوروبية في بروكسل، أمس الجمعة، ليست مرتبطة بوجود رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي إلى مائدة الغداء.
وكان قصر الاليزيه أعلن صباح الخميس أن الرئيس جاك شيراك سيتوجه الجمعة إلى أبو ظبي لتقديم التعازي باسم فرنسا برئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ونتيجة لذلك، فهو سيختصر زيارته لبروكسل ولن يشارك في الغداء الذي سيقيمه وزير الخارجية ميشال بارنييه.
وأضاف المصدر أن ميشال بارنييه سيعرض وجهة نظر فرنسا حول إعادة الإعمار في العراق، وذلك قبل بضعة أيام من مؤتمر شرم الشيخ (مصر) نهاية تشرين الثاني- نوفمبر ودور الاتحاد الأوروبي في هذا العمل من أجل المصالحة.
وأشارت مصادر فرنسية إلى أن الرئيس شيراك كان يقيم علاقات (قوية جدا) مع الشيخ زايد وأن العلاقات بين فرنسا والإمارات كانت (قوية جدا).
وقالت: إنه من الطبيعي ان يتوجه إلى أبو ظبي لتقديم التعازي باسم فرنسا وكما هو الحال مع غياب اي رئيس دولة صديقة، يشار إلى ان العلاقات بين فرنسا ورئيس الوزراء العراقي سيئة للغاية.
وكان علاوي اتهم فرنسا مؤخرا بأنها تعيش مع عقدة الماضي، وقال يجب أن تعيد فرنسا النظر بسياستها في العراق حيث تتصرف مع عقدة الرهائن الفرنسيين.
ومن جانب آخر تطرقت الرئاسة الهولندية للاتحاد الأوروبي مجددا مساء الخميس في قمة بروكسل إلى سياسة (الجزرة والعصا) لإقناع إيران بوقف نشاطاتها المرتبطة بتخصيب اليورانيوم.
وقال وزير الخارجية الهولندي برنار بوت في ختام عشاء وافق خلاله وزراء خارجية الدول الـ25 على نتائج القمة أن الجزرة هي استئناف الاتفاق التجاري والعصا هي مجلس الأمن الدولي.
وقد أجرت فرنسا وألمانيا وبريطانيا أمس الجمعة محادثات مع إيران التي يريدون منها وقف تخصيب اليورانيوم مقابل تعاون نووي مع الاتحاد الأوروبي.
وإذا لم تتخل إيران عن التخصيب فإن الولايات المتحدة تهدد بنقل الملف النووي الإيراني من الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيث لا يزال موضع بحث وتقييم إلى مجلس الأمن الدولي، ويهدف العرض الأوروبي إلى الحؤول دون رفع الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن خلال الاجتماع المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية المقرر في فيينا في 25 تشرين الثاني- نوفمبر المقبل.
وقال مصدر أوروبي: إن القرارات المتعلقة بإيران والتي سيقرها رؤساء الدول والحكومات الأوروبية رسميا الجمعة ستشكل (رسالة أكثر إيجابية) من الرسائل السابقة التي وجهها الأوروبيون إلى طهران التي حملت انتقادات كثيرة خصوصا حول حقوق الانسان في إيران، وسوف تجدد القمة الحريصة على عدم قطع شعرة التفاوض مع طهران، التأكيد على هدف إقامة علاقات مع إيران على المدى الطويل.
إلى ذلك أعلن وزير خارجية هولندا برنارد بوت الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي أن وزراء الخارجية الأوروبيين (قدموا تهانيهم الحارة) يوم الجمعة خلال قمة بروكسل للرئيس الاميركي جورج بوش على إعادة انتخابه مشيراً إلى المسؤولية المتبادلة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تجاه المشاكل العالمية.
وقال هناك مسؤولية متبادلة بيننا لحل بعض المشاكل مثل النزاع في الشرق الاوسط وأسلحة الدمار الشامل ومرض الايدز ومشاكل أخرى.
وكان بوت يتحدث إلى الصحافيين إثر عشاء وضع خلاله وزراء الخارجية النتائج التي سيقرها رسميا رؤساء دول وحكومات الأعضاء الـ25 في الاتحاد الأوروبي.
|