* باريس - غزة - بروكسل - الوكالات:
أكدت مندوبة فلسطين في فرنسا ليلى شهيد لإذاعة (آر تيه ال) الفرنسية أمس الجمعة أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ليس (قطعاً) في حالة موت دماغي لكنه في غيبوبة (كوما) غير دائمة (بين الحياة والموت).
وعن المعلومات التي أعلنها مصدر طبي فرنسي الخميس ومفادها أن الرئيس عرفات (75 عاماً) (في حالة موت دماغي) وهو غارق (في غيبوبة عميقة من المستوى 4)، ردت شهيد بالقول: (انفي ذلك بشكل قاطع).
وأوضحت (أنها غيبوبة غير دائمة لأنه خضع للتخدير لإجراء الفحوصات التي طلبها الطب العام له.. تنظير المعدة وتنظير القولون وخزعة للنخاع العظمي لأنه ليس لدينا تشخيص. ان الأطباء ليس لديهم أي تشخيص. ان كل الأعضاء الحيوية تعمل.. فلعدم وجود أي تشخيص ولعدم إيجادهم أي حالة مرضية منذ ستة أيام بعد إجراء كل هذه الفحوصات من البديهي أن يؤدي ذلك إلى الغموض).
وأكدت شهيد أيضاً أن عرفات (فتح عينيه) و(ابتسم) أثناء زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك له يوم الخميس.. إلى ذلك انتقدت شهيد بحدة وسائل الإعلام الإسرائيلية لإعلانها الخميس (وفاة) الرئيس الفلسطيني مما أدى إلى حالة من الارتباك السياسي والدبلوماسي بعد ظهر الخميس.
واستطردت المندوبة الفلسطينية (إني مضطرة للأسف لأقول لكم: إن إسرائيل تقوم بتضليل إعلامي لإعلانها يوم الخميس وفاة الرئيس، مما دفع الرئيس الأمريكي للقول (يرحمه الله).
ومن جانبه أعلن وزير الشؤون الخارجية في السلطة الفلسطينية نبيل شعث أمس الجمعة أنه لم يطرأ أي تغيير على صحة الرئيس ياسر عرفات، مشيراً أنه يدخل في غيبوبة ثم يصحو منها.
وقال شعث الموجود حالياً في غزة لوكالة فرانس برس: إنه لا جديد على صحة الرئيس عرفات حيث لا يوجد تحسن ولا تأخر في صحته وما زال سيادته في غرفة الإنعاش بمشفاه بباريس.
وأوضح شعث أنه (تم نقل دم جديد للرئيس عرفات وهناك فحوصات مستمرة) ولكن لا نتائج وتابع أن (الرئيس لم يدخل في حالة موت سريري ولا غيره لكن حالته حرجة.. والرئيس يصحو ثم ينام).
ونفي أن يكون الرئيس يعيش على الأجهزة الطبية (الخاصة بحالات الموت السريري).
وأشار شعث إلى أن الأجهزة الموضوعة للرئيس عرفات هي أجهزة متابعة تتعلق بمتابعة قياس ضغط الدم. وكانت شبكة تلفزيون سي.إن.إن نقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم: إن عرفات تم توصيله بجهاز للتنفس الصناعي لابقائه على قيد الحياة لكن لم يرد تأكيد للنبأ من مصدر مستقل. وليل الخميس الجمعة أنهى العشرات من أنصار عرفات تجمعات قرب مستشفاه في ضاحية كلارما في باريس تعبيراً عن تقديرهم لعرفات على أنه (الرمز) للحركة الفلسطينية.
وأثارت الحالة الصحية لعرفات مخاوف من أن تتسبب وفاته في حدوث فراغ وفوضى بين الفلسطينيين الذين يخوضون انتفاضة منذ أربعة أعوام على الاحتلال الإسرائيلي.
وفي الضفة الغربية وقطاع غزة راح الفلسطينيون يتابعون الأخبار عبر محطات الإذاعة والتلفزيون. وهتف مسلحون من حركة فتح وهم يطلقون النار في الهواء حينما انضموا إلى حشود الناس في شوارع غزة (يا عزيز احفظ قائدنا يا عزيز احفظ أبانا).
وقال مسؤول فلسطيني كبير: إن رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع وهو شخصية معتدلة بارزة تولى بعضاً من سلطات الرئيس في الأمن والتمويل. ولم يعين عرفات خلفاً له ورفض من قبل أن يتخلى عن أي من سلطاته.
|