* الفلوجة - الوكالات:
سد الجيش الأمريكي أمس الجمعة الطرق حول مدينة الفلوجة العراقية بعد أن قصفت طائراته الحربية أهدافاً في المدينة خلال الليل قبل الماضي وفي ساعة مبكرة من الصباح وقالت مصادر مستشفيات محلية: إن ثلاثة قتلوا.
وقال الجيش: إن الغارة هي خامس غارة على المدينة التي يسيطر عليها مقاتلون خلال سبع ساعات.
وذكر السكان أن الجنود الأمريكيين سدوا كل الطرق من وإلى المدينة التي تقطنها أغلبية سنية ويبلغ عدد سكانها 300 ألف في الوقت الذي تستعد فيه قوات مشاة البحرية الأمريكية لشنّ هجوم كاسح عليها بغرض القضاء على المقاومة قبل الانتخابات العراقية المقررة في يناير كانون الثاني القادم.
وقالت مصادر مستشفيات: إن أربعة آخرين أصيبوا في الغارات الجوية. وذكر سكان أن خمسة منازل دمرت. وذكر الجيش الأمريكي أن الغارة التي شنت في الساعة 1.10 صباحاً (22.10 بتوقيت جرينتش الخميس) دمرت مخبأ أسلحة كما دمرت الغارات السابقة التي بدأت بعد ظهر أمس الخميس موقع قيادة ومواقع للمقاتلين وثكنات.
واستهدفت الغارات مناطق مختلفة من المدينة التي تبعد نحو 50 كيلومتراً غربي بغداد. وقال شهود: إن المقاتلين ردوا بشنّ هجمات شرسة بقذائف المورتر والقذائف الصاروخية على القوات الأمريكية حول المدينة.
وهجوم مشاة البحرية الأمريكية المنتظر على الفلوجة يجيء في إطار جهود الحكومة العراقية المؤقتة المدعومة من الولايات المتحدة لسحق المقاومة قبل الانتخابات.
ولم يعط رئيس الوزراء العراقي المؤقت اياد علاوي الذي يزور أوروبا علانية موافقته على اقتحام الفلوجة والرمادي وهما معقلان للمقاومة السنية. ولكن قوات مشاة البحرية تقول: إنها تنتظر تلقي أمر منه ومن الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي أعيد انتخابه.
واستهدفت ثلاث غارات مواقع في القطاع الجنوب الشرقي للمدينة وغارتان القطاع الشمالي. وجاء في بيان للجيش الأمريكي (أن طائرات سلاح الجو الأمريكي دمرت مبنيين محصنين يؤويان متمردين في جنوب شرق المدينة، كما دمرت تحصينات في القطاع نفسه. إلى ذلك قال قائد أمريكي كبير أمس: إن مشاة البحرية الأمريكية يقومون بالاستعدادات الأخيرة لشنّ هجوم وشيك على الفلوجة معقل المقاتلين في العراق وأنهم في انتظار الأوامر بشنّ الهجوم.
وقال الكولونيل مايكل شوب قائد إحدى المجموعات القتالية لرويترز: (نحن مستعدون تقريباً. اننا نقوم بالاستعدادات الأخيرة. وسيكون ذلك قريباً. اننا في انتظار الأوامر من رئيس الوزراء اياد علاوي).
ويهدف الهجوم الذي تقوده الولايات المتحدة إلى سحق أنصار أبو مصعب الزرقاوي والموالين لصدام حسين الذين يقول الأمريكيون: إنهم متحصنون في الفلوجة التي تبعد 50 كيلومتراً غربي بغداد.
ويأمل علاوي في أن تؤدي السيطرة على الفلوجة إلى كسر ظهر المقاومة المستعرة في أنحاء العراق وإشاعة الاستقرار في معاقل أخرى للمقاتلين قبل الانتخابات المقرر أن تجري في يناير كانون الثاني القادم.
وقال شوبا: إنه لا يعلم إذا كان الزرقاوي موجوداً في الفلوجة. وأعلنت جماعة الزرقاوي المسؤولية عن ذبح رهائن ومعظم التفجيرات الكبيرة في العراق. وقال: (إن أسر أو قتل الزرقاوي سيكون هدية كبيرة). لكنه أضاف أن الهجوم سيعد ناجحاً أيضاً إذا نجا منه الزرقاوي.
وقال: (العملية ستنتهي عندما يتم سحق الإرهابيين وتعود الفلوجة إلى الحكومة العراقية الشرعية).
وأوقف مشاة البحرية الهجوم على الفلوجة في أبريل نيسان بعد نداءات دولية بشأن خسائر المدنيين التي قال أطباء محليون: إنها تزيد على 600 قتيل. وقال شوب الذي تضم وحدته القتالية أفراد مشاة ودبابات وطائرات حربية: (إن اهتمامي الأكبر هو التأكد من عدم ضرب مدنيين. سنوجه ضربات دقيقة) وعلى عكس ما حدث في أبريل نيسان الماضي يقول مشاة البحرية: إن القوات العراقية بما فيها القوات الخاصة السابقة التي خدمت أثناء حكم صدام ستشارك في المعركة مع القوات الأمريكية.
وكثير من مشاة البحرية الأمريكية الذين سيقتحمون الفلوجة سيشاهدون المدينة للمرة الأولى، لأنها أصبحت تخضع للسيطرة الكاملة للمقاتلين بعد الهجوم الفاشل في أبريل نيسان.
|