يا نَائِح النَخلِ إن النَوحَ يُبكينا
أَما رأيت شِرار الخلق تُفِنينا
رَجِع بصوتٍ يُعيد النصر لي أملاً
للمسلمين ويَمحُو مِن مَسَاوِينا
يَكفِي نُواح فَكُل بَاتَ في شَجَن
وما نَراه بِإعْلاَمٍ يُعَنِينا
أَلَيسَ تَملِك لِلأفْراح حَنْجَرة
لَها رَنِين يُحيِينا فَيُحيينا
إِنا بِشَوقٍ الى الأفْراح نَرقُبها
مُنذ سِنين فَقد جَلَت مَآسِينا
إنيِ أصِيخ بأسْمَاعِي وأرصُدُها
لَعَل يوماً أَرَى عِزاً يُهِنينا
فلا أُشاهد غَير الذُلِ في أُحم
اجْتَاحَها الشَر فأنزَلَت ملايِينا
مِن طُغمةٍ هي في شَرع الإله سُداً
تتيهِ من قبل في الدُنيا مُرابِينا
يا طَير مالَك في الأحْزَانِ تُقلِقُنا
هَلاَ شَدَوتَ بِأفَراحٍ تُقَوِيْنا
يكفِي نُواح فَما أَبَقيتَ مِن وَتَرٍ
في القلبِ ينبض إلا بَاتَ يُشْجِينا
رِفقاً حنَانَيك في كُل القُلوب فَزِل
صَوتَ النُواح وَجَدِد في أَمَانِينا
مَتَى نَراكَ تُعيدُ الشَدوَ في فَنَنٍ
يَمِيْس فخراً وبالأنْغامِ تُغْرِينا
ونَحن نَحمِل أعلاماً مُكَلَلةً
بالغارِ حيناً وأحياناً تُلاقِينا
ونُدرِك العِز لا نَلْوِي على أحَد
يُزغرِد العزُ في أعلى رَوَابِيْنَا
إني على أَمَلٍ في النصر أرقُبه
فسَاعَةُ النَصر قَد حَانَتَ سَتَأتِينا
قَلبي يُحدِثُني بالنصر إن صَدَقَت
مِنا الأماني وشَدَتْنَا أَمَانِينا
ياربُ حَقِق أمانِي أُمتي ظَفَراً
به تُعَز ويفْنَى من يُعادِينا
الله أقربُ إن نَادَيت يُسْعِفُنا
وإن تَفَاقَم شَر سَوفَ يُنجِينا
لَسْنَا أُناسُ نُرِيد الشر مُنتَصراً
بل نَقصُد الخير في شَرع مُعَلينا
والله لَن نَنثَنِي والحق يَسْنُدنا
وَلَن نُذَل وشرع الله يُؤوينا