Saturday 6th November,200411727العددالسبت 23 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

حملة ضد تدمير البيئة مثل تلك التي ضد الإرهاب حملة ضد تدمير البيئة مثل تلك التي ضد الإرهاب
أ.د. عبدالرزاق الزهراني *

لعل ما يصيب العالم اليوم من ضرر بسبب تدمير البيئة، وتلويث عناصرها المختلفة، خاصة من قِبَل الدول الصناعية، يفوق بكثير ما يصيبه من جراء ما يسمى بظاهرة الارهاب. وفي هذا السياق دعا (معهد وورلد واتش) العالم الى اعلان حرب على الفقر وتدمير البيئة على غرار الحملة الدولية على الارهاب. وقال المعهد في تقريره السنوي لعام 2001م: ان تقدما طفيفا تحقق منذ عقد قمة الأرض في ريودي جانيرو. وقال التقرير ان العقد الماضي شهد زيادة في انبعاث الغازات الناتجة عن الاحتباس الحراري، وتزايد ديون العالم الثالث، وارتفاع عدد الوفيات من جراء الايدز، في حين ازداد استنفاد المواد الموارد الطبيعية، واتسعت الهوّة بين الأغنياء والفقراء، وتقلصت ميزانيات المساعدات الخارجية. وقال مدير المعهد كرستوفر فلافين:(وبعد مرور عشرة أعوام على قمة الأرض في ريو، لا نزال بعيدين عن وضع حد للتهميش الاقتصادي والبيئي الذي يمس مليارات الناس). وأضاف:(على الرغم من الازدهار الذي اتسمت به التسعينات تتسع الهوة بين الأغنياء والفقراء في كثير من الدول مما يقوض الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، وان الضغوط على الأنظمة البيئية العالمية بدءاً من الاحتباس الحراري في العالم وحتى استنفاد وتدهور الموارد مثل مصائد الأسماك والمياه العذبة أدت الى مزيد من زعزعة استقرار المجتمعات).
واستعرض التقرير التقدم الذي حدث على الصعيدين الاجتماعي والبيئي منذ قمة ريو، ومن ذلك حظر الكلوفلوركاربون، وحظر 12 مادة سامة على مستوى العالم، وأشار الى زيادة التوعية بقضايا البيئة، ووجود تقدم ملموس في بعض المجالات مثل توليد الطاقة من الرياح والزراعة العضوية. وأشار التقرير، من ناحية أخرى، الى ان انبعاث ثاني أكسيد الكربون زاد بنسبة 9% خلال العقد الماضي، وانقرض كثير من أنواع الحيوانات والنبات، واتلفت 27% من اجمالي الشعب المرجانية. وأشار التقرير الى جود أكثر من 500 معاهدة واتفاقية خاصة بالبيئة ولكن معظمها يحتوي على القليل من الأهداف وآليات التنفيذ المحددة. وأشار الى التعارض والتصادم بين اتفاقات (ريو) وأهداف منظمة التجارة العالمية التي لها رؤية مختلفة عن الاقتصاد العالمي في المستقبل، التي تشجع على الاستهلاك، وتعتبر الحماية البيئية والاجتماعية حاجزاً أمام التجارة الحرة، ولهذا دعا بعض الباحثين الى انشاء منظمة عالمية للبيئة تكون مكملة وضابطة لمنظمة التجارة العالمية. وأشار التقرير الى ان برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة ليس لديه موارد كافية وان ميزانية الهيئة الدولية لا تتعدى 100 مليون دولار، مقابل أكثر من ملياري دولار تنفقها دول العالم على الدفاع يومياً. وقد هبط انفاق الدول الغنية على المساعدات من 69 مليار دولار عام 1992م الى 53 مليار دولار عام 2000م على الرغم من ان الناتج الاجمالي العالمي ارتفع بنسبة تزيد على 30% خلال الفترة نفسها. وفي الوقت نفسه زادت أعباء ديون الدول النامية، والأسواق الناشئة بنسبة 34%.
وقال كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة في صدر التقرير عن حالة العالم: (يجب أن نفهم جميعاً أننا لا نواجه فحسب اخطاراً واحدة تهددنا، بل توجد أيضا فرص مشتركة يجب انتهازها إذا واجهنا هذا التحدي كمجتمع انساني واحد). لقد أكد التقرير الحاجة الى قيام حملة على الفقر والتدمير البيئي باعتبارها من أهم المشكلات التي تواجه العالم اليوم.

فاكس 012283689


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved