تبدأ الجمعية السعودية للإعلام والاتصال مرحلة نوعية جديدة من علاقاتها بالوسط المهني في المملكة باستحداثها (جائزة التميز الإعلامي) ، التي أعلنت عنها الأسبوع الماضي.. وهذه مرحلة مهمة في تطور أعمال ونشاطات هذه الجمعية الفتية التي لم تكن على قيد الوجود قبل أقل من ثلاث سنوات.. وجائزة التميز الإعلامي هي أول جائزة سعودية شاملة في كل مجالات واختصاصات الإعلام السعودي.. أي أنها معنية بكافة الإعلام المقروء والمسموع والمرئي في المملكة.. إلى جانب اهتماماتها الأكاديمية في تشجيع البحث العلمي..
وبدأت فكرة الجائزة منذ أكثر من عامين، حيث اتخذت الإجراءات النظامية المطلوبة في إقرارها على مستوى مجلس إدارة الجمعية، والجمعية العمومية، ومن ثم الاعتماد من خلال الجامعة، وإعداد نظام للجائزة، ولائحة تنفيذية.. وتنطلق الجائزة من عدد من الأسس التي ينبغي إيضاحها في النقاط التالية:
1- من الأهداف الرئيسة للجمعية السعودية للإعلام والاتصال - التي نصت عليها القواعد المنظمة للجمعيات العلمية الصادرة بالتوجيه الكريم لخادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس التعليم العالي بتاريخ 16-3-1421هـ - أن تعمل الجمعية على تنمية الفكر العلمي في مجال الإعلام والعمل على تطويره وتنشيطه.. ومن أهداف الجمعية - كما أشارت إليه هذه القواعد المنظمة - تطوير الأداء العلمي والمهني في مجال الإعلام.. مما يعني أن من الأدوار التي ينبغي أن تقوم بها الجمعية السعودية للإعلام والاتصال - كما هو كذلك مطلوب من الجمعيات العلمية في مجالات أخرى - أن تعمل على تنمية الأداء المهني التطبيقي في مجال التخصص. وجائزة التميز الإعلامي تسعى إلى تحقيق هذا الهدف في مجال تطوير الأداء المهني..
2- من المؤكد أن وسائل الإعلام السعودية قد نجحت في السنوات الأخيرة في تحقيق أداء مهني جيد، على كافة الأصعدة.. وهذا الأداء يحتاج لتقدير وتكريم وإشادة حتى يمكن أن يتطور الأداء المهني إلى الأفضل دائماً..
3- الجمعية السعودية للإعلام والاتصال تعد مؤسسة محايدة قادرة على تقييم الأعمال وتحكيمها بمنهجية علمية، وبحيادية مستقلة.. والجائزة من خلال تكوين لجان تحكيم من الأكاديميين والممارسين الإعلاميين تسعى إلى تقييم موضوعي لكافة الأعمال المرشحة إلى الجائزة.. ولهذا فإن من المتوقع أن تحظى هذه الجائزة باهتمام وتقدير من كافة المؤسسات الإعلامية في المملكة..
وتبرز أهمية جائزة التميز الإعلامي في عدد من النواحي، من بينها:
1- أن الجائزة تشتمل على كافة مجالات الإعلام في ثمانية فروع هي: (الصحافة، الإذاعة، التلفزيون، المسرح، العلاقات العامة، الإعلان، الإنترنت، البحث العلمي) ، أي أن الجائزة تشتمل على معظم التخصصات الإعلامية.. وتوجد جوائز عديدة في محيطنا السعودي، إلا أن تركز مثل هذه الجوائز ينصب على فرع واحد دون باقي الفروع، مثل الصحافة، أو الإعلان، وغير ذلك.. أما جائزة التميز الإعلامي للجمعية السعودية فهي شاملة لكافة تخصصات الإعلام. كما أن الجمعية قد أعطت اهتماماً لبعض التخصصات التي لم تحظ باهتمام كبير في الوسط الإعلامي والاجتماعي، مثل المسرح، أو التصوير الصحافي.. وكذلك مجال العلاقات العامة.. فهذا فرع جديد يتم فيه استحداث جائزة لبرامج العلاقات العامة.. ولا شك أن في هذا تشجيعاً كبيراً للقائمين على شؤون العلاقات العامة في بلادنا..
2- أن معظم تخصصات فروع الجائزة هي تخصصات تطبيقية في مجال الأداء والإنتاج المهني، وتبلغ أحد عشر تخصصاً من بين ثلاثة عشر تخصصاً في المجال المهني، ويظل هنا تخصصان فقط في مجال الأعمال الأكاديمية.
3- القيمة المادية للجائزة (عشرة آلاف ريال) ليست محور التقدير لهذه الأعمال، ولكن التقدير الكبير هو الاعتراف بهذه الأعمال وتكريمها في مناسبة وطنية كبيرة تحت رعاية إحدى الشخصيات العامة في الدولة.. وبحضور إعلام سعودي وعربي كبير.. فهذا هو التقدير الحقيقي الذي عادة ما يأتي من خلال المؤسسات العلمية احتفاء بهذه الأعمال.
وأخيراً، فقد رشح مجلس إدارة الجمعية هيئة للجائزة من أصحاب المعرفة والخبرة في المجال الإعلامي، برئاسة الدكتور منصور بن كدسة نائب رئيس الجمعية السعودية للإعلام والاتصال، وهو الشخصية الأكاديمية المعروفة وصاحب خبرة مهنية واسعة في مختلف مجالات العمل الإعلامي.. كما أن هيئة الجائزة اختارت الدكتور فائز الشهري أميناً عاماً للجائزة، والدكتور فائز مشهود له بالديناميكية العالية والخبرة المتقدمة في مجال الصحافة الإلكترونية إضافة إلى نشاطاته البحثية المنوعة.. ومن بين أعضاء هيئة الجائزة شخصيات لها خبرات أكاديمية وتطبيقية واسعة، الدكتور فهد العسكر والأستاذ سلطان البازعي والأستاذ عبدالله المحيسن والأستاذ عبدالله الصغير.. وهم قدرات كبيرة واثقون - بإذن الله - من جهودهم في ترجمة أهداف الجائزة إلى واقع ملموس خلال الأشهر القليلة القادمة..
(*) رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الملك سعود
|