المهديون يهزمون الجيش المصري

في مثل هذا اليوم من عام 1883 وقعت معركة العبيد بين جيش الإمام المهدي بالسودان والجيش المصري تحت القيادة الإنجليزية أثناء الثورة المهدية في السودان، حيث تمكن المهديون من هزيمة الجيش المصري.
وكان السودان قد خضع للحكم المصري بعد فتحه عام 1821 في عهد محمد على إثر هزيمة مملكة الفونج التي كانت تحكم السودان. شهدت السنوات الأولى من الحكم المصري في السودان العديد من الإنجازات حيث تأسست مدينة الخرطوم كعاصمة للبلاد.
واستعان محمد على بأعداد كبيرة من السودانيين في بناء أول جيش لمصر الحديثة، ولكن اختلاف الأجواء بين مصر والسودان أدى إلى فشل التجربة.
وفي عهد الخديوي إسماعيل تم تعيين الجنرال الإنجليزي جوردون حاكما عاما على السودان عام 1877.
وقد شهدت سنوات حكمه الكثير من التجاوزات التي أساءت إلى العلاقة بين مصر والسودان، فقد قام الإمام محمد أحمد المهدي بثورة ضد الحكم المصري والقيادة الإنجليزية عام 1881.
وتزامنت الثورة المهدية مع الثورة العرابية في مصر. ولما انتهت الثورة العرابية في مصر بالفشل وخضوع مصر للاحتلال الإنجليزي واصل المهديون ثورتهم. وتمكنوا في السادس والعشرين من يناير عام 1885 من السيطرة على العاصمة الخرطوم. وضغطت سلطات الاحتلال البريطاني على الخديوي توفيق من أجل سحب القوات المصرية من السودان تماما وهو ما تم بالفعل عام 1885. وفي هذه الأثناء توفي الامام المهدي وخلفه الخليفة عبدالله في العام نفسه. وخلال السنوات التالية اضطربت الأوضاع في السودان بشدة وقررت إنجلترا إعادة احتلال السودان بجنود مصريين وضباط إنجليز وهو ما حدث بالفعل عام 1898 حيث تمكن الجيش المصري بقيادة القائد الإنجليزي كتشنر من هزيمة المهديين في موقعة كرري وفرض السيطرة على السودان.
ووقعت مصر وبريطانيا عام 1899 معاهدة الحكم الثنائي التي تنص على اشتراك كل من مصر وبريطانيا في حكم السودان.
وبالطبع لم تكن بنود هذه المعاهدة سوى حبر على ورق لأن الإنجليز الذين كانوا يحتلون مصر انفردوا بالسيطرة على السودان ولم تنل مصر من هذه المعاهدة سوى تمويل مشروعات الإعمار وبخاصة مشروعات الري هناك والتي كانت تخدم في المقام الأول المصالح الاقتصادية البريطانية.