كتب الأستاذ عبدالرحمن السماري في صحيفة (الجزيرة) العدد 11720 الصادر يوم السبت 16-9-1425هـ 30-10-2004م بزاويته (مستعجل) تحت عنوان: (أزواج غائبون)، أكد في مقالته أن أزواجاً كثيرين لم يدخلوا المطبخ ويعتبروه عاراً، ويتخلوا عن تربية ومتابعة الأولاد إلى درجة لو أحدهم أتلف شيئا لحمّل أمّه المسؤولية وربما ضربها، والزوجة قد تكون موظفة وشهادتها وراتبها أعلى بل وأضعاف مضاعفة من راتب الرجل وهي التي تتحمل نفقات البيت وراتب الخادمة وتحاسب حساباً عسيراً لو نقص راتبها بسبب غياب أو تبرع. وأنهى مقالته بتساؤلات مهمة: لماذا بعض الأزواج غائبون تماماً؟، ولماذا يهربون من مسؤولياتهم؟، ولماذا الزوجة كل شيء؟.
اعتمد الكاتب الساخر في بناء مقالته عما قالته الصحافة، أما واقع الحال يحتاج دراسة تثبت أو تنفي تلك الرؤى عن الرجل السعودي.
ولكي لا أسوق الكلام جزافا على عواهنه فبالإمكان توجيه تلك الأسئلة التي اختتم بها مقالته إلى الزوجات الموظفات، وغير الموظفات، وإلى عدد من الأزواج المعددين والمطلقين لمعرفة الأسباب الحقيقية التي دفعتهم للتعدد والتي أجبرتهم على الطلاق، كما نوجه ذات الأسئلة للمطلقات (العوانس)، وأسباب طلاقهن، وبقاء الأخريات دون تبعل، وسيفاجأ السماري بأن واقع الحال للمرأة العاملة يختلف كثيرا بين فئة وأخرى، وواقع الحال للمتظاهرين بالاتفاق والانسجام التام والسعادة الزوجية -أي سعادة مصطنعة أو مزورة غير حقيقية- أكثر مما نتوقع، وللعلم فإن أكثر حالات الطلاق تكون بسبب عمل المرأة والاختلاف على الإنفاق وأغلبها ظلم الرجل واستيلاؤه على حقوق زوجته بغير وجه حق، وأعداد كبيرة من الطبيبات والمعلمات والممرضات تفضل البقاء بدون زواج لئلا تفشل، وأحياناً يفرض ذلك عليها ولي أمرها حتى يمتص رحيق الزهرة وتذبل ويفوتها قطار الزواج، وأحياناً ينفر الأزواج الاقتران بإحداهن إلا أن يشترط أن تساعده على المصروف.
مسكين الرجل.. عليه أن يدفع بدون نقاش ولا مراجعة ولا محاسبة وإذا أعيته الحيلة أجبرته على الاقتراض لتسافر كل إجازة مع أولادها حتى بين الفصلين ولو كانت في رمضان وتلبس وتتزين وتعلم أولادها في أرقى معاهد خارج الوطن الإنجليزية والحاسوب والتسيب واللامبالاة، ولا ضرورة لأن يكون رب الأسرة معهم. مسكين الرجل.. مأكول مذموم حتى عند المرأة غير العاملة.
عدنان أحمد كيفي/ مكة المكرمة - ص.ب: 5819
|