مدير الشؤون الصحية بالمدينة يستعرض فوائد رمضان الصحية :
الصيام يريح الجهاز الهضمي وفرصة لنقص الوزن الزائد ويحد من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم

* المدينة المنورة - مروان عمر قصاص :
أكد الدكتور عبد القادر بن أحمد الطيب مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة ان للصيام فوائد عديدة ، يجب علينا الاستفادة منها .. فرغم أن الصيام فريضة بين العبد وربه تكفل سبحانه وتعالى بالمكافأة عليها كما قال في الحديث القدسي : (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به) ، فإن للصيام فوائد صحية كثيرة لا يغفل عنها ، فرمضان هو شهر للتدريب الجسمي والروحي مع الأمل أن يستمر ذلك لما بعد رمضان.
وقال إن من الفوائد الطبية لصيام رمضان راحة لجهاز الهضمي ، فهذا الشهر فترة راحة للجهاز الهضمي المسؤول عن استهلاك واستقلاب الطعام ، وبالتالي فالكبد أيضا يأخذ فرصة استراحة كونه معمل استقلاب الغذاء الرئيسي في الجسم ، ولتحقيق هذه الغاية على المسلمين أن يلتزموا بسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعدم الإكثار في وجبة الإفطار وقد قال - صلى الله عليه وسلم- : ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه .. وبهذا يضمن بقاء النشاط وعدم الخمول والاستعداد للتمارين المعتدلة بعد فترة راحة قصيرة ألا وهي صلاة التراويح ، التي ثبت أن حركة العضلات والمفاصل في كل ركعة تستهلك 10 حريرات.
ومن الفوائد الطبية أن يبدأ الإفطار بتناول بعض التمرات (كما هي السنة النبوية) ، فالتمر غني بسكري الغلوكوز والفركتوز اللذين لهما فائدة حريرية كبيرة وخاصة للدماغ ، ويفيدان في رفع مستوى السكر في الدم تدريجيا مما يخفف شعور الجوع ، ويقلل الحاجة إلى كمية أكبر من الطعام .. ومن الفوائد أيضا نقص الوزن المعتدل فخلال الصيام ينقص استهلاك السكريات ، وبالتالي فإن مستوى سكر الدم ينخفض وهذا يجعل الجسم يعتمد على مخزونه من السكر لحرقه وتأمين الحريرات اللازمة للاستقلاب ، ويأتي مخزون السكر من الكبد بتفكيك مادة Glycgen وكذلك من تحطيم الدهون في النسيج الشحمي لتحويلها إلى حريرات وطاقة لازمة لفعاليات الجسم ، وهذا بالتالي ينتج عنه نقص معتدل في وزن الجسم ، ولهذا يعتبر الصيام فائدة كبيرة لدى زائدي الوزن ، وحتى لمرضى السكري المعتدل غير المعتمدين على الأنسولين ، كما يساهم الصيام في نقص مستوى كولسترول الدم ، حيث أثبتت دراسات عديدة انخفاض مستوى الكولسترول في الدم أثناء الصيام وانخفاض نسبة ترسبه على جدران الشرايين الدموية ، وهذا بدوره يقلل من الجلطات القلبية والدماغية ويجنب ارتفاع الضغط الدموي ، ونقص شحوم الدم يساعد بدوره على التقليل من حصيات المرارة والطرق الصفراوية .. وهذا مصداقا لقوله - صلى الله عليه وسلم - : (صوموا تصحوا) كما أن الصيام يؤدي إلى راحة للجهاز الكلوي ، فقد بينت بعض الدراسات أن عدم تناول الماء لحوالي 10 - 12 ساعة ليس بالضرورة سيئا ، بل هو مفيد في كثير من الأحيان ، فتركيز سوائل الجسم تزداد محدثة جفافا خفيفا يحتمله الجسم لوجود كفاية من مخزون السوائل فيه ، وطالما أن الشخص لا يشكو من حصيات كلوية فإن هذا يعطي الكليتين استراحة مؤقتة للتخلص من الفضلات ، ومع ذلك فالسنة النبوية تقتضي بتأخير السحور والتعجيل في الفطور مما يقلل الفترة الزمنية للتجفاف قدر الإمكان ونقص السوائل يؤدي بدوره لنقص خفيف بضغط الدم يحتمله الشخص العادي ويستفيد منه من يشكو ارتفاع الضغط الدموي.