Friday 5th November,200411726العددالجمعة 22 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

حادثة وحديث حادثة وحديث
قبل أن يرحل الكريم
عبيد بن عساف الطوياوي ( * )

أيام قلائل ويرحل الكريم، فاليوم هو اليوم الثاني والعشرون من شهر رمضان المبارك، اثنان وعشرون يوماً مضت من هذا الشهر الكريم، فهنيئاً لمن كان فيها من المقبولين، ولم يكن حظه من صيامه الجوع والعطش ومن قيامه السهر والتعب، هنيئاً لمن شملته رحمة ربه ومغفرته فأعتقت رقبته من النار.
بل وحتى المفرط فما زال في الوقت فسحة، فأبواب الجنة ما زالت مفتحة، وأبواب النار ما زالت مغلقة، والشياطين ما زالت مصفدة، وما زال الملائكة يستغفرون للصائمين، وما زال لله عتقاء من النار في كل ليلة، فعلى المفرط أن يجتهد فيما بقي من هذا الشهر فلعله أن يكون في ليلة من الليالي المقبلة، أحد من يعتقهم الله من النار، ففي الحديث الذي رواه الإمام أحمد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:( أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطهن أمة قبلهم، خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الحيتان حتى يفطروا، ويزين الله - عز وجل - كل يوم جنته) تأمل، كل يوم من رمضان يزين الله جنته، باقي الآن أيام من رمضان ( ويزين الله - عز وجل - كل يوم جنته، ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المئونة، ويصيروا إليك، وتصفد فيه مردة الشياطين، فلا يخلصوا فيه إلى ما كانوا يخلصون اليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة) فما زال في الوقت فسحة، وما زالت الفرصة مهيأة (يغفر لهم في آخر ليلة) قيل: يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال:( لا، ولكن العامل يوفى أجره إذا قضى عمله)، يعني المغفرة تكون من الله للصائمين في آخر ليلة من ليالي رمضان، فاجتهد - اخي القارئ الكريم - فيما بقي من هذا الشهر، واغتنم هذه الأيام، وتلك الليالي القليلة، التي سوف تمر وبسرعة، في الصحيحين، عن عائشة رضي الله تعالى عنها، أنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر، شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله. وهذا اللفظ عند البخاري، وأما لفظ مسلم فهو: أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر.
فالاجتهاد في آخر الشهر، أمر ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فينبغي، لنا الاقتداء بنبينا، واستغلال ما تبقى من هذا الشهر، والحذر من التفريط، فالأيام ثمينة، وسوف تنقضي كغيرها من الأيام، ومن يدري فربما يكون هذا الشهر، هو آخر شهر يصومه بعضنا، بل ربما، يدرك بعضنا الأجل، قبل إتمام هذا الشهر! فالله.. الله. في مضاعفة الجهود، وبذل الطاقات، فيما بقي من أيام وليال مباركة، والحذر من التفريط والكسل والفتور.

( *) حائل، ص ب 3998


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved