إن تعليم أهل البيت فريضة شرعية لا بد لكل أمرئ مسلم أن يقوم بها امتثالاً لأمر الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} (6) سورة التحريم، قال الكيا الطبري - رحمه الله - في تفسير الآية: (فعلينا تعليم أولادنا وأهلينا الدين والخير، وما لا يستغنى عنه من الأدب).
وفي غمرة مشاغل الناس بالوظائف والارتباطات قد يغفلون عن التفرغ لتعليم الأهل، مع العلم أنهم أمانة في أعناقهم والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة).
فمن النصح لهم تعليمهم ما يحتاجونه من أمور الدين والدنيا، حتى إذا انطلقوا لخوض غمار الحياة يستطيعون التمشي مع متطلباتها.
كما أن من المهم أن تعلم المرأة بعض الأحكام الفقهية كأحكام الطهارة، والصلاة، والصيام، واللباس والزينة، والواجبات والمحرمات، وما هو معلوم من الدين بالضرورة، وقد يتعلل بعض الرجال بأنه ليس متعلما، يقال له: لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، لو فتحت كتب الفتاوى المعاصرة للعلماء والأجلاء كابن باز وابن عثيمين -رحمهما الله- وفتاوى اللجنة الدائمة، لو فتحتها وقرأت أو جعلت أحد الأبناء أو أحدى البنات تقرأ في كل يوم ورقة أو ورقتين لحصلت من ذلك فوائد عظيمة، فضلاً عما يترتب على ذلك من الأجور التي قد يرفعك الله جلّ وعلا بها درجات عظيمة.
إن ما دفعني لكتابة هذا الكلام ما علمت من الجهل المركب عند بعض النساء وخاصة كبيرات السن، فالمتأمل والمتابع لبرامج الفتاوى التي تذاع عبر أثير إذاعة القرآن الكريم، تسمع أحياناً بعض الأسئلة التي توضح مدى السطحية وقلة الفقه في الدين عند فئة لا بأس بها من المجتمع.
لذا فإن من المتعين الحرص على متابعة أهل البيت بالتعليم والتثقيف وتحلية هذه كله بالتركيز على الآداب الإسلامية التي علمنا إياها هذا الدين العظيم الذي جعل حياة المسلم مستقيمة في جميع أمورها.
( * ) الرياض |