وقتوا الاكتتاب شهر الصيام
متناسين ما له من مقام
عند كل البنوك تسخر مما
قد عرى الناس من خوىً وخصام
وكأنّ الحياة لم تعنِ إلا
أن يُرى المرء رائداً للحطام
هَرمٌ أنهك الزمان قواه
وهو في الحشد فارس الأحلام
يتبارى الجميع في وهج الكسب
حلال أم أنه من حرام
ابن تسعين يأخذ الدور حبواً
إنها صورة لطبع اللئام
دع حطام الحياة فالقبر أدنى
لذة العيش راحة للكرام
أعط للنشء فرصة فهو أولى
قاب قوسين موسم الانصرام
واقض شهر الصيام في
طاعة الرب لتحظى بعزة واحترام
حينما يرحل ابن آدم للقبر
فمثوى ما حوى إلى الأعدام
مشهد ليس مثله أن ترى
القوم تداعت إلى لذيذ الزحام
شهوة المال أفقدتنا رؤانا
وأناخت بكلكل من صدام
لو دُعوا للذي يدوم ويبقى
لم تجدنا شطا لجني الجسام