* رفحاء - الرياض - هاتفياً حوار - منيف خضير الضوّي:
موسيقى تصويرية والكاميرا تتجول في أرجاء حي شعبي تقف فيه النخلة بشموخ بجانب بيوت الطين، فتيات ارتدين الزي الخليجي يمرحن في سعادة وبراءة، تناغم شعبي متسق يرسم لوحة تراثية صادقة.. في هذه الأثناء يدخل الراوية السعودي مرتديا مشلحه ويجلس على أريكة وضعت عليها دلة واحدة لترمز الى الأصالة وتنبذ الروتين الممل في مثل هذه البرامج بتكديس الدلال، وزخرفة خلفية المكان بعدد من الصقور !!!
طبق من التمر أيضا زين المكان وعدد من الفناجين، لنأخذ بعدها (فنجال) وعلوم رجال!! هذا المشهد تكرر طوال شهر رمضان المبارك في برنامج الراوية والذي قدمه الراوي السعودي محمد بن علي الشرهان، تلك الحلقات كانت قليلة في عددها ووقتها، ولكنها كانت كبيرة في تأثيرها على المشاهدين الذين سرقتهم قناة قطر الفضائية من بقية القنوات الأخرى يوميا بعد صلاة المغرب.
الشرهان (51) سنة، متزوج وأب لثمانية أبناء أكبرهم خالد وأصغرهم أسماء، وهو متقاعد مبكراً من وظيفة حكومية بوزارة المالية.
أبو خالد له أسلوب فريد في تقديم وإعداد القصة والقصيدة من خلال رواية الشعر وقصص التراث، وحقق شهرة واسعة في أربع وثلاثين حلقة هي عمر البرنامج (الراوي) بأسلوبه الطريف وصوته العذب مستحوذاً على الإعجاب وشكّل له جمهوراً من كافة الفئات، وتفوق خليجياً في الوقت الذي تساءل فيه الكثيرون عن سر غيابه عن الإعلام السعودي!!
** شواطىء (الجزيرة) التقت الشرهان لإجراء هذا الحوار وبعد أن حطت به الرحال في الرياض حيث بادرت الشرهان بالسؤال عن بدايته في مجال رواية الشعر والقصص الشعبية؟! فقال:
- والله المسألة هواية اكتسبتها من مجالسة الوالد والجد - الله يرحمهم - والوسط الشعبي والمحيط الذي عشت فيه.
** هل تكتفي بالاعتماد على ثقافة كبار السن أم تلجأ للكتب والموروث الشعبي؟
- لا أكتفي بما أسمعه من أفواه الشعراء والرواة من كبار السن ومجالستهم، بل استمع إلى الأشرطة والبرامج الشعبية وأقرأ بعض الكتب التي تعنى بالشعر الشعبي والقصص القديمة.
** لماذا الرواية تحديداً؟ وهل أنت شاعر؟!
- اتجهت إلى الرواية لكونها هواية لي منذ الصغر ونمت معي فيما بعد، وأنا لست شاعراً البتة!
** هل لكم مؤلفات في مجال رواية الشعر؟
- الحقيقة ليس لي مؤلفات فأنا اعتبر نفسي ما زلت في بداية الطريق إلى هذا المجال الأدبي الشعبي، ولكن لي برامج مسموعة ومرئية كثيرة، أما الكتب فأنا بصدد التفكير في تجهيز إصدار روائي متكامل ولكن ليس الآن.
** ما هي برأيك شروط الراوية الجيد؟ وهل يشترط في الراوي أن يكون شاعراً؟
- من أهم شروط الراوية الجيد الحفظ ثم حسن الإلقاء وسعة الاطلاع والتنويع في الأبواب وليس شرطا أن يتوقف نجاح الراوية على أنه شاعر لكن لا بد من معرفة الوزن والأبواب.
** أين موقع رواية الشعر في زمن احتلت فيه الفضائيات والانترنت اهتمام غالبية الناس؟
- رواية الشعر الجيد مطلوبة في كل زمن لكونها فاكهة المجالس بالسواليف والقصص الجميلة التي فيها عبر ويدلل عليها بأشعار جزلة وهذا هو المطلوب، والناس عموما في الخليج تميل الى سماع الشعر وليس قراءته أما الفضائيات والانترنت فاتخذت من الشعر والرواية مادة لها وهذا دليل صمود الراوية أمامها!!
** كيف كانت بدايتكم مع قناة تلفزيون قطر الفضائية؟
- البداية مع تلفزيون قطر قديمة وذلك حينما زارنا في الرياض قبل حوالي الأربع سنوات الأخ حمد بن محسن النعيمي المشرف على البرامج الشعبية بالاذاعة والتلفزيون القطري وسجلنا معه بعض المشاركات أنا وزملاء آخرين.
** وهل لكم مشاركات قبل ذلك؟
- لا، فالبداية في تلفزيون قطر، ثم توالت المشاركات بعد ذلك.
** نال برنامجكم الذي بثته قناة قطر الفضائية (الراوي) شهرة واسعة وقبولا جماهيريا.. ما هو السر في ذلك من وجهة نظركم؟
- برنامج الراوي الذي قمت بإعداده وتقديمه في رمضان هذا العام حصل على المركز الأول من ضمن البرامج التي قام تلفزيون قطر بإنتاجها هذا العام، وذلك كونه برنامجا بسيطا وشعبيا خالصا وتقديمه كان بطريقة عفوية، ثم انه يخاطب السواد الأعظم من الناس، وبلهجة شعبية محببة إليهم وكل ما عرض خلاله هو في الواقع أحداث وحكايات من واقع المجتمع من سوالف وقصص وأشعار بأسلوب ممتع وجذاب، فيه شيء من النكتة والغزل البريء تراث الآباء والأجداد.
** كيف تقيِّم (بالأسماء) البرامج الشعبية التي تعرضها القنوات الفضائية؟
- لا أقيِّم البرامج الشعبية لكوني لا أستطيع مشاهدتها كلها بالكامل.
** لماذا لا نراكم في التلفزيون السعودي؟ وهل لكم مشاركات في الاذاعة في مجال رواية الشعر؟
- تلفزيوننا السعودي خدمته شرف، ولكن لم يوجه لي دعوة!! أما الاذاعة (فبيض الله وجيههم) يعرضون لي برنامجا في البرامج الشعبية (البادية، مجالس الشعر، المجالس الشعبية) وذلك كل يوم اثنين وثلاثاء وأربعاء، وبالمناسبة برنامج (الراوية) يعاد في السادسة من مساء كل يوم اثنين في تلفزيون قطر ويستمر إلى رمضان القادم بمشيئة الله.
|