* الزلفي - داود الجميل:
يحظى مفتي عام المملكة سابقاً فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - بمكانة رفيعة لدى علماء ومشايخ هذه البلاد الذين يجلون هذا العالم وينزلونه قدره سواء في محادثته أو مجالسته أو مخاطبته. وهذا ما يتضح جلياً من خلال أسطر هذه الرسالة التي بعثها لفضيلته فضيلة الشيخ عبدالله بن بكر البكر - رحمه الله - قاضي الحريق وذلك في تاريخ 10-9-1372هـ رداً على كتاب وصله من الشيخ ابن باز.
وهذه الرسالة التي أكملت 53 عاماً في العاشر من شهر رمضان الجاري تحمل الكثير من المعاني والمدلولات وأسطرها تعبر عن ذلك.
والجدير بالذكر أن الشيخ عبدالله بن بكر البكر من أهالي محافظة الزلفي وقد تولى القضاء في عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في عام 1361هـ في محافظة ضرماء ثم انتقل إلى الحريق في عام 1369هـ واستمر قاضياً حتى توفي فيها عام 1373هـ في شهر رمضان المبارك.
ويرتبط الشيخ عبدالله بن بكر - رحمه الله - بعلاقة وثيقة بمفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - كما يؤكد ذلك ابنه الشيخ بكر بن عبدالله البكر.
ويسر (شواطئ) أن تنشر الرسالة كاملة مع صورة ضوئية لها وهي:
بسم الله الرحمن الرحيم
من الحريق في 10-9-1372هـ إلى الرياض
إلى حضرة صاحب الفضيلة العالية الفاضل المقدم الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز نظمني الله وإياه في سلك من ذكر في سورة النساء وذلك برحمته ولطفه وجعلني وإياه من الفاعلين للخير الدالين عليه ومن أهل الشفقة والنصح للمسلمين آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.. فالموجب لتحريره هو إبلاغكم جزيل السلام مع السؤال عن أحوالكم لا زلتم بأتم الصحة والعافية أحوال محبك وأخيك تسرك ولله الحمد وكتابكم المكرم المؤرخ 26-8-72هـ لم يصلنا إلا في 9-9-72هـ تلوناه مسرورين بصحتكم وصحة العيال حمدت الله وشكرته على ذلك وهذا هو جلّ المقصود من المكاتبة وما تضمنه من التهنئة بالشهر المبارك جعله الله داخلاً على الجميع بالمغفرة والرحمة وقبول العمل وما في ضمن كتابكم من الوصية بتقوى الله وملاحظة عيوب النفس والحرص على بذل الخير في أهله والشفقة عليهم، هذا هو عين الصواب ولم يشتمل الكتاب على شيء بعد صحتكم على أجلّ منه وهذا معروف منكم وإحسان وهو ليس بكثير في جنبة اعتنائكم التام مع الإخوان وقصدهم بذلك وجه الله والدار الآخرة وإعلاء كلمة الله ودفع ما يضادها أو ينقصها جعله الله دأبكم مد العمر وأن يرزقنا وإياكم الاستقامة على دينه حتى الممات وأن يوفقكم لنشر العلم وبثه في هذه الأزمان التي أشدت بها غربة الإسلام حتى كان المخلص فيها كالشعرة السوداء في جلد الثور الأبيض والواجب لكم علينا الدعاء وإكثاره في كل وقت وحين جزاءً على معروفكم الخاص بابنكم والعام في غيره ونفيدكم أن الأمور ولله الحمد مستقيمة حسب الطاقة والوسع والجهد مبذول وعسى الله أن يقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يجعلها خالصة لوجهه وأيضاً نفيدكم أن محبكم في هذه الأيام اقترح اقتراحاً وهو أنه أمرنا جملة من الإخوان ولاسيما المتنبهين منهم أن يلقي موعظة على إخوانه في المسجد والموضوع مختلف تارةً في التقاطع والتهاجر والحسد وتارةً في الغيبة والنميمة وتارةً في أمر الصلاة وتارةً في تفسير آية من القرآن الكريم أو تفسير حديث وذلك المذكور في ليلة الاثنين من الأسبوع والخميس وليلة السبت من الأسبوع المقبل والإخوان الملقون للموعظة إبراهيم بن محمد بن مهنا وعبدالله بن حسن بن قعود ومحمد بن زيد السليمان وعبدالعزيز وكلٌ يلقي بصفة ما ذكر وحصل للجماعة استبشار بذلك وارتياح له ومحبة والقصد في ذلك نفع المسلمين هذا ما لزم مع إبلاغ السلام العيال عبدالله وإخوانه والأخ إبراهيم ومحمد والمشايخ والإخوان كما منا الأولاد والأمير والإخوان والجماعة يهدونكم السلام والله يحرسكم والسلام.
محبكم ابنكم الداعي لكم بالخير: عبدالله بن بكر
(ملاحظة: أشرف على نقله من أصله بكر بن عبدالله البكر) |