Friday 5th November,200411726العددالجمعة 22 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "شواطئ"

شاطئ شاطئ
أحياء ولكنهم (أموات)!!
عبد الله الكثيري

إن الحياة بلا أمل ولا طموح تعني نهاية الإنسان، وإن الحياة بلا قيم ولا مبادئ تعني نهاية الكون أجمع! لمَ لا ونحن نعاصر أناساً (صفعتهم) الدنيا وآل مآلهم إلى ما هم فيه بعد أن حاصرتهم كل الظروف بدءاً من التقدُّم في العمر ومروراً بالجفاء من القريب قبل البعيد وانتهاءً بطرده الأبدي من مقعده العملي الذي كان يحفظ له بعض الحقوق والمكانة في عيون البشر..!
لكم الله أيها (المتقاعدون) فقد ضاقت بكم الدنيا، وهجركم الأصحاب، وتخلَّت عنكم الوظيفة، حتى البنوك رفضت دخولكم إليها أو التعامل معها!!
إنها صرخة (متقاعد) وجدته في أحد البنوك منكباً على وجهه بعد أن رفض موظف البنك إقراضه سلفة شأنه شأن السواد الأعظم من المواطنين بحجة أنه (متقاعد)!!
يقول هذا (المغلوب على أمره) وبحسرة: لماذا الجميع لا يحترموننا، لماذا البنوك وغيرها لا تعبِّرنا، لماذا توصد كل الأبواب في وجوهنا؟ هل نحن من كوكب آخر؟ وهل ذنبنا أننا أحرقنا وأفنينا سنوات عمرنا خدمةً للوطن والدولة والشعب؟! هل نكافأ هكذا.. وهل نستحق ذلك تقديراً لما قدَّمناه؟!
يقول صاحبي: نحن لا نريد أن نقترض (ملايين)، بل (ملاليم) - كما يقول الإخوة المصريون - لا تتجاوز الـ40 ألفاً، وإذا كانت البنوك ترفض إقراضنا لأننا في سن متقدِّمة فلتحصل هي على ضمانات تخوِّلها لاقتطاع جزء من مرتبنا التقاعدي إذا كنا تحت التراب!!
وماذا بعد يا من لا ترحمون من في الأرض؟!
يا له من كلام مؤثِّر ويا له من وضع محزن يعيشه (العمالقة) وليس المتقاعدون وهم أحياء قبل أن يموتوا.. وبصراحة هم أحياء مع وقف التنفيذ وأموات في حكم القوانين الوضعية التي سنَّّتها البنوك وبعض الدوائر الحكومية التي تنظر إلى المتقاعد نظرة أشبه ب(الاحتقارية) مع أن الدوائر ستدور وأوراق العمر ستتساقط، وإن من يسنُّ وينفِّذ القوانين سوف تُسنُّ عليه وتُنفَّذ في قادم الأيام، فالجميع سيمرون بجحيم التقاعد؛ ولذلك فأنا أقول لا بد من وضع (اعتبارية) قانونية لهؤلاء المنافحين ولا بد من إنشاء جمعية تُعنى بأمورهم، (جمعية) لا تهتم بجمعهم لقضاء أوقات الفراغ مثل دار المسنين، لا بل جمعية تحفظ حقوقهم وتضمنهم بصورة قانونية من خلال بطاقة رسمية لها قيمتها في كل دائرة وعند كل مراجعة وتدافع عنهم وتحل مشاكلهم مع الغير، وأن تفرض (بصمتها) بأن يعامل المتقاعد في كل دائرة سواء كانت حكومية أو أهلية معاملة الدكتور الذي تخرَّج من الجامعة للتو.. والسؤال الذي يفرض نفسه علينا جميعاً: من خرَّج الدكتور من الجامعة، ومن وظَّف موظف البنك، ومن ومن ومن... إنهم المتقاعدون الآن من مدرسين وغيرهم، فهل نرد الجميل لهم وعلى أقل تقدير باحترامهم وتلبية رغباتهم وشكرهم على ما قدَّموه لنا... والله المستعان.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved