Friday 5th November,200411726العددالجمعة 22 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

مشيداً في حديث لـ «الجزيرة » بتعاون السعودية وبلاده لتصحيح صورة الإسلام مشيداً في حديث لـ «الجزيرة » بتعاون السعودية وبلاده لتصحيح صورة الإسلام
وزير الشؤون الدينية التونسي يطالب بوقفة عربية إسلامية لإنقاذ الأقصى

* تونس - عبد الله القاق:
قال الدكتور جلول الجريبي وزير الشؤون الدينية التونسي إن العلاقات السعودية - التونسية تشهد تنامياً وتطوراً في مختلف المجالات وخاصة الدينية كما أن هذه العلاقات وثيقة ومستمرة ومتواصلة، وبخاصة في المجال الديني، من خلال الاتفاقات الموقعة بين البلدين ومن خلال الأنشطة ومنها المسابقة الدولية لحفظ القرآن التي تنظمها تونس بإشراف الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.
وأضاف أن هذه المسابقة تجري عادة في العشرة أيام الأواخر من رمضان وتشارك فيها هذه السنة 14 دولة.
وأضاف: ان التعاون يشمل تطوير العمل المشترك وتصحيح الصورة المشوهة التي يحاول البعض إلصاقها بهذا الدين في هذا المجال.
وقال: إن التشاور قائم بين تونس والسعودية عبر الطرق الدبلوماسية والزيارات المتبادلة بغية الإفادة من تجربة البلدين في تنظيم الحياة الدينية خاصة في الحج والعمرة.
وأكد أن التعاون شامل، ونحن مستعدون لدعم هذا التعاون لزيادة الرغبة في تجذير الهوية الإسلامية لفتح المجتمعات على العصر والحداثة والتكنولوجيا.. والقضايا الراهنة للمجتمع.
وهذا التوافق يحفزنا على العمل بالمجالات الدينية.
الأقصى
وحول ما يتعرض له المسجد الأقصى من تهديدات إسرائيلية في محاولة لهدمه أو النيل من دوره الديني قال الوزير: الواقع إن القضية الفلسطينية، هي القضية الرئيسية والشخصية للرئيس زين العابدين بن علي، وما فتئ يجسد هذا المعنى ويعبر عن هذا الشعور ويتخذ المواقف المكرسة لهذا الموقف، خاصة وان موقف تونس في مستوى القيادة وهو موقف ثابت حيال القضية الفلسطينية والقدس الشريف، وانه في كل الخطب والمناسبات والتصريحات يطالب الرئيس باستعادة حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ونحن في إطار المسؤولية التي نضطلع بها.. .
فإننا نكرس هذا الخيار، ونعمل على إشاعة ما يوفر الفرصة كل في مجاله لبلوغ هذا الهدف والطموح الإنساني والحضاري.. وقال: إن هدم البيوت الفلسطينية وحرق الأشجار وإتلاف الممتلكات فضلاً عن قتل الأرواح وسفك الدماء.. كل هذا مهما كان مرماه وأهدافه نحن في تونس ندينه ونعتبره انه من غير المسار الذي يجب أن تتبعه الإنسانية اليوم وغدا على وجه الخصوص، إيماناً بأن الإنسانية يجب أن تتحلى بالقيم التي يجب أن تجمعها واعتبار الدين هو التقارب الذي يحصل بين الإنسان وأخيه الإنسان بما يحمله من ثقافة وحضارة ومعتقد.. فموقفنا ثابت من كل عدوان يحصل في العالم وفي أية نقطة في العالم...
وقال: إن ما يحدث في فلسطين، وبصورة خاصة تجاه المسجد الأقصى من شأنه أن يدعو إلى رفع الصوت عالياً أمام المجتمع الدولي حول ما يحصل في نمو هذا المسجد، والأماكن الفلسطينية المقدسة، والممارسات الإسرائيلية تزيد الوضع تأزماً.. بل تؤدي إلى إثارة العواطف الكامنة وتأجيج المشاعر لدى غير المسلمين من المؤمنين بالله وبالسلم والقيم الإسلامية وبالتعايش العالمي...
لذا فإننا ننبه هؤلاء إلى خطورة هذا الموقف والى إثارة السلبية التي لن تبقى حبيسة فلسطين ولا القدس ولا المسجد الأقصى.. بل إنها تهدد بين الفينة والأخرى إلى الخروج إلى أية نقطة من نقاط العالم.. وقال إننا نرفض الإرهاب في العالم حيث كانت أهدافه ومصادره ودوافعه وغاياته.. لأنه كما قال الرئيس.. بأن أية نقطة توتر في العالم تمثل خطراً يهدد الجميع بلا استثناء ودعا في تصريح لصحيفة الفيجارو الفرنسية إلى ضرورة التنبيه لعمليات الإرهاب حيث قال: بالرغم من أننا طوينا صفحة الإرهاب في تونس إلا أن من واجبي التنبيه إلى خطورة هذه الظاهرة لدى الغرب، وأدعو العالم الغربي ومحبي السلام في العالم.. إلى تضافر الجهود لكي ندرأ خطر ظاهرة الإرهاب التي هي ظاهرة سوف تأتي على الأخضر واليابس في كل نقاط المعمورة.. إذن إن هذا العدوان الإسرائيلي على الأرواح الفلسطينية والأرض، سوف لن يبقى حبيساً داخل حدود المعركة المتكافئة وسيكون له الأثر السلبي على الإنسانية.
لذا فإننا نطالب شعوب العالم، من اجل مواصلة الجهد لوقف هذا الشر المستطير لكي نضمن للطرفين التعايش ولنضمن للشعب الفلسطيني حقوقه في الحياة للعيش بسلام بعيداً عن كل أشكال العدوان والعنف والمحاولات التي تستهدف طمس هوية هذا الشعب واخراج الفلسطينيين نهائياً من دائرة التاريخ وحتى من أرضه ومن حقوقه التي يعترف بها المجتمع الدولي وكل المواثيق الدولية.. وقال: انني أرى أن كل تأخير في بلوغ هذا الهدف لتحقيق أماني الشعب الفلسطيني، فإن نتائجه معروفة.. هي تأجيج الموقف في المنطقة وتصعيد لأوضاع سوف لن يكون أمر هدوئها وعودة الطمأنينة إليها في الأمر اليسير ولا في الوقت القصير.
الحفاظ على المقدسات وقال: نحن في وزارة الشؤون الدينية نعتبر أن هذا الأمر موجود بالنسبة للحفاظ على المقدسات وحضارة الإنسان وذلك من خلال ترسيخ القيم السمحة لهذا الدين الحنيف للتعريف لما في هذا الدين من قيم تؤسس للتعاون والحوار من اجل السلم والابتعاد عن العنف والإرهاب والتطرف والاعتداء.. وفي تعريفنا هذا، نقول إننا نعرف ليقتنع من يقتنع بأن الإسلام ليس خطراً يهدد الإنسانية، بل إن الخطر لمن يحاول استعمال الدين.. وهذا موجود في الإسلام وفي تاريخ المسلمين وغير المسلمين.. ومسؤوليتنا وأمانتنا أن نفرق بين ما هو من الدين، وبين ما هو من أعمال المنتسبين للدين، وهل من الحضارة الإسلامية أو المنتسبين لها.. حتى لا تكون الأحكام عامة والجزاء للجميع نتيجة تطرف مشين أهوج، وليس من الإنسانية بصلة، فالوزارة من خلال خطابها الديني المستنير يقوم على أساس التنوير وعلى التبصير والتوعية بعيداً عن التعبئة أو تهييج العواطف، التي لا تنفع والتي هي تضر.. وتسبب ردود أفعال كبيرة من شأنها أن تزيد الأزمة تعقيداً، ودعا أهل الضمائر وأصحاب القيم والمؤمنين في العالم لتبصيرهم بأمور ديننا لننزع عنهم غشاوة الخطأ والخلط.. والخوف من الدين الإسلامي.. خاصة وان قضية فلسطين تندرج في هذا الإطار بالذات.
حوار الحضارات
وأجاب على سؤال حول حوار الحضارات.. وأهميته في المرحلة الحالية خاصة بعد الغزو الثقافي الغربي على المسلمين بقوله: ليس لنا من خيار هذا الحوار.. وانه لو تطغى علينا نظرة التشاؤم.. وانه إذا ما استحكمت الصراعات بين الحضارتين الإسلامية والغربية، فان ذلك سيزيد من العداوة واستفحال الأزمة.. فان قدرنا في هذه المرحلة أن نعمل جاهدين.. وقدوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فعندما جوبهت الدعوة مجابهة عنيفة استلزمت المغادرة والهجرة، فكانت الحكمة الحسنة بالدعوة إلى الحق انتهاجاً لما دعا إليه القرآن لقوله تعالى {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وقد دعانا سبحانه إلى مجادلة أهل الكتاب بالكلمة الطيبة وبالحوار وبالقول الحسن، وعلينا أن نحاور كل المنصفين من غير المسلمين الذين يؤمنون بالإنسانية وبالقيم السامية ومن الذين يعتبر بأن السلم هو حق مشاع للجميع.. وهذا يتطلب منا العمل.. بالرغم من أن هذه المهمة صعبة وبالنهاية فان كلمة الحق ستنتصر وان لا تفت من عزائمنا مثل هذه الأعمال الموسمية أو العمليات الإرهابية التي تسعى لتكميم أفواهنا.. وأصواتنا وعلينا أن نكون أقوى وأسلحتنا أمضى لمواصلة الجهد والتفاؤل لتحقيق فضائل ديننا الإسلامي الحنيف.
ضغوط لتغيير المناهج
وعن وجود ضغوط أمريكية وأوروبية على الدول العربية والإسلامية لتغيير مناهجها لتتواءم مع العولمة.. والسياسات الجديدة للغرب قال الوزير الجريبي: ليس لي ما اعتمده في هذا المجال كحجة على هذه الدولة أو تلك ولكن.. إن كان هذا قد حصل.. فان هذه البشرى للإسف تأتينا من خارج ذواتنا وحضارتنا وديننا.. وإذا كان هذا قد حصل من خارج المنظومة العربية الإسلامية فهذا سيضر بحضارتنا وقيمنا وديننا.
وأنا أتحدث عن تونس.. وأقول إن تونس وبإرادة شخصية من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي سبقت الأحداث والزمن واستشرفت المستقبل وهيأت المجتمع التونسي منذ فجر تشرين الثاني 1987 إلى مجتمع الإسلام السليم، من كل أشكال الانغلاق والتحجب والقطع مع العصر...
ومجتمع الحداثة والتكنولوجيا والمعرفة والرقي والتقدم.. واتخذ الرئيس مبادرة لإعادة الاعتبار لجامعة الزيتونة والتي هي اقدم جامعة على الإطلاق في العالم الإسلامي.
وهذه الجامعة أسست منذ بداية القرن الثاني للهجرة...
وخرجت من العلماء والمتخصصين في مختلف العلوم والفنون من تونسيين وغيرهم.. قادة في دول متعددة بالدول المجاورة.. واستطاعت الزيتونة أن تبعث بالروح الإسلامية.. حيث بلغ الإسلام عن طريق الزيتونة إلى أوروبا والى جنوب إفريقيا فضلاً عن شمالها بفضل العلماء والمتخرجين.. واستطاعت الزيتونة أن تؤسس منهجاً يقوم على التنوير والاجتهاد.. وان الرئيس رأى أن هذه الجامعة والمدرسة الشاملة قد همشت في السنوات الأخيرة.. وأعاد الاعتبار لهذه الجامعة.. وجعلها تصبح جامعة تجمع بين علوم المقاصد وعلوم الوسائل حيث اقدم طلبة من اكثر من أربعين دولة بالدراسة في هذه الجامعة للاستزادة بثقافتها وتعاليمها الدينية السمحة بعيداً عن التشويه.. وأضاف أن البرامج نظمت بتوجيهات رئيس الدولة، حيث أصبحت النصوص واضحة، فضلاً عن دعوته لإصلاح تربوي شامل، بحيث تقوم المدرسة بالتحضير لهوية تربوية سليمة، حيث جاء الإصلاح التربوي لتأسيس خطط ممنهجة حول الحداثة والتقدم العلمي انطلاقاً من الهوية الإسلامية وسياسة التحديث.. وبهذا استطاع المجتمع التونسي أن يتحول وفقاً للتطورات الحديثة.. وبهذا أصبحت المجتمعات المنغلقة تسعى إلى التطور.. والتفاعل.. لأن خطر الانغلاق اخذ يهددها بشكل مباشر.
وقال إن المجتمعات التي لم تتحول نحو التطوير.. وتفعيل سياستها سوف تتأثر بالمتغيرات الجديدة.. وعليها الانطلاق نحو التغيير الذي ينطلق من ذاتنا وحضارتنا وقيمنا وهويتنا الإسلامية السمحاء.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved