وزير عراقي: مطالب الوفد المفاوض تدعو للسخرية وتحمل النفس البعثي
غارات أمريكية جديدة على الفلوجة تخلف سبعة قتلى بينهم طفلة

  * بغداد - الفلوجة - الوكالات:
قتل 7 عراقيين أثناء غارة نفذها الطيران الحربي الأمريكي على حي الجولان أحد أحياء الفلوجة.
وقال الطبيب أحمد خليل من مستشفى الفلوجة إن القتلى السبعة بينهم امرأة وطفلة قتلوا بعد أن قامت طائرات حربية أمريكية بغارات جوية كثيفة على حي الجولان.. واضاف: (ان القتلى كانوا يستقلون حافلة صغيرة وكانوا يعتزمون النزوح من المدينة الى البلدات القريبة خوفاً من اجتياح عسكري مرتقب للفلوجة).
وأبلغ مصدر في الشرطة المراسل (ان دبابات امريكية قصفت الليلة الماضية احياء الجولان والعسكري والصناعي كما اشتبكت في هذه المناطق مع مسلحين ودارت معارك بين الجانبين استخدمت فيها الاسلحة المتوسطة والخفيفة والثقيلة).
وبدت مدينة الفلوجة شبه خالية حيث تقدر نسب النازحين بينها بين 57 الى 80 بالمائة من اجمالي عدد السكان فيما اقفلت معظم المحال التجارية ابوابها وشوهد انتشار لعدد من افراد الشرطة في المدينة.. كما شن الطيران الحربي الاميركي غارتين على مواقع للمسلحين في شمال شرق وجنوب شرق مدينة الفلوجة .
وزعم البيان ان (طائرة تابعة لسلاح الجو الأمريكي شنت غارة محددة الاهداف على موقع محصن للمسلحين في شمال شرق المدينة).
واضاف ان الغارة الثانية التي جرت بعد نصف الساعة من ذلك استهدفت (عدة مواقع قتالية في جنوب شرق المدينة ودمرتها)، ولم يعرف على الفور ما اذا كانت هاتان الغارتان سببتا سقوط ضحايا.
وأكد الجيش الأمريكي في بيانه أن (القوات المتعددة الجنسيات - القطاع الغربي اكتشفت ودمرت منذ الاثنين 129 قذيفة هاون و39 قذيفة مدفعية و37 قذيفة مضادة للدبابات وسبعة الغام و126 صاعقا و350 جهاز توقيت) الى جانب كميات كبيرة من الذخائر.
وتستهدف غارات اميركية شبه يومية مدينة الفلوجة السنية المتمردة (خمسون كيلومترا غرب بغداد) التي تشهد مقاومة شديدة ضد القوات الاميركية.. وقد ضيق الجيش الاميركي الخناق على المدينة منذ منتصف تشرين الاول - اكتوبر الماضي.
من جهة اخرى قال وزير شؤون الامن العراقي قاسم داود إن مقترحات وفد زعماء الفلوجة للتفاوض مع الحكومة العراقية لتخفيف حدة التوتر الامني (تدعو للسخرية ولا يمكن التعاطي معها بجدية وأنها تحمل النفس البعثي الصدامي مغلفاً بمطالب لها رائحة طائفية).
وأشار المسؤول في تصريحات نقلها عنه امس راديو (سوا) إلى أنه (وعد بمقترحات لتخفيف حدة التوتر الامني إلا انه فوجئ بأن هذه المقترحات تطالب في مضمونها وفي معناها بالعودة إلى الوراء.. لذلك هذه مسألة لا يحلم بها إلا حقيقة إنسان فقد صوابه).
وكان داود قد تسلَّم رسالة تضمنت مطالب وفد مدينة الفلوجة التي تتهمها الحكومة العراقية بأنها (تؤوي إرهابيين) والتي وجَّه رئيس الوزراء إياد علاوي لها إنذاراً بتسليمهم وإلا تعرضت لهجوم ساحق.
وأوضح الوزير العراقي أن مطالب وفد التفاوض تضمنت (إرجاء الانتخابات لمدة سنة وإعداد جدول لانسحاب القوات المحتلة وطرد جميع الميليشيات وحظر عملها في أي تشكيلة من تشكيلات القوات الامنية وإعادة ذوي الخبرة في الجانب العسكري والمدني بغض النظر عن نظرية اجتثاث البعث وبغض النظر عن المتورطين بجرائم ضد المجتمع العراقي).. واعتبر الوزير أن هذه المطالب تمثل (مطالبة بإعادة نظام البعث الصدامي بكل هذه المفاهيم) مشيرا إلى أن حكومته تتعامل مع هؤلاء وفق مقاييس حقوق الانسان إلا أن (هناك أناساً يفسرون هذه المعاني تفسيراً ربما يخيل إليهم أننا ننطلق من موقع الضعف).
وأعرب المسؤول العراقي عن عزمه (السير في هذا الطريق) وعلى من (يتصور أن هذه الممارسات منطلقة ومنبعثة من نقطة الضعف ويوجه الاملاءات لهذه الحكومة) أن يعي أن الحكومة (لن تستسلم وتسلمهم السلطة لكي يعاودوا سياسة القتل تحت تسميات طائفية لانهم يطالبون بإعطاء امتيازات لاخوتنا السنة وهم براء منهم تماماً).