Thursday 4th November,200411725العددالخميس 21 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

19-3-1392هـ الموافق 2-5-1972م العدد (389) 19-3-1392هـ الموافق 2-5-1972م العدد (389)
وقفات.. وشجون
يكتبها: أحمد عبد الله السعد

بقدر ما تقاس الأمة بتقدمها الحضاري وتطورها العلمي تقاس بمدى مراعاة أفرادها لشيء اسمه (الذوق)، ولو بحثنا عن تعريف له على النطاق الاجتماعي لوجدنا أنه (احترام شعور الآخرين) والدين الإسلامي أمر فيما أمر به التحلي ب (الخلق الحسن)، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)، ونحن هنا مسلمون نصلي ونصوم ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.. فمتى أرى في بلدي احترام شعور الآخرين بادياً على كل الأعمال..؟ ومتى أرى السلام وإلقاء التحية تأتي عفواً من كل واحد منا..؟ ومتى أرى الإنسان في المسجد يوم الجمعة لا يتخطى رقاب الآخرين..؟ ومتى أرى الجار يحجم عن رمي الأوساخ أمام باب جاره المسلم..؟ ومتى أرى صاحب سيارة الأجرة يقلل من سرعته حينما يمر بشيخ أشيب أو امرأة ضعيفة أو طفل صغير..؟ ومتى أسمع تبادل عبارات الشكر تدور بين اثنين خدم كل منهما الآخر..؟ ومتى تزول بعض العادات من مجتمعنا كاستعمال المنبه أمام الأبواب في وقت متأخر من الليل..؟ وضرب الباب بقوة فوضوية.. وعدم استعمال (منبه المنزل)..؟ ومتى أرى الذوق يتحكم في جميع أعمالنا وتصرفاتنا فهو سر الرقي والتقدم وبه تتوحد القلوب وتصفو النفوس ويكون المجتمع مثالياً مسلماً يقتدي بالهداة الأولين الذين كانوا قمة في المثالثة ومراعاة شعور الآخرين.. وقد قال أنس رضي الله عنه: ما مسست ديباجاً ولا حريراً ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم) ولا شممت رائحة قط أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ولا قال لشيء فعلته.. لم فعلته..؟ ولا لشيء لم أفعله.. ألا فعلت كذا..؟ وبهذه الأخلاق ومن هذه الأخلاق دان المشرق والمغرب لأمة كان التفرق ديدنها وأولئك هم الصالحون..!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved