إسرائيل تحتل سيناء

في مثل هذا اليوم من عام 1956 تمكنت القوات الإسرائيلية من السيطرة على مضايق تيران في خليج العقبة التابعة للسيادة المصرية والتقدم غربا في اتجاه قناة السويس حيث سيطرت على سيناء في بداية حرب السويس عام 1956 التي عرفت بالعدوان الثلاثي على مصر. وكانت فرنسا وبريطانيا وإسرائيل قد عقدت اتفاقا سريا لشن حرب ضد مصر بهدف الإطاحة بحكومة ثورة 23 يوليو بقيادة جمال عبد الناصر في أعقاب قراره تأميم قناة السويس.
اعتمدت خطة الدول الثلاث على قيام إسرائيل بالهجوم على سيناء بحيث يبدو الأمر وكأن حربا مصرية إسرائيلية تهدد استمرار الملاحة الدولية في قناة السويس حيث تتدخل فرنسا وبريطانيا صاحبتا أكبر حصة من أسهم الشركة العالمية لقناة السويس قبل تأميمها في الحرب بدعوى الفصل بين القوى المتحاربة وحماية الملاحة الدولية في القناة.
وقد أدركت الحكومة المصرية الخطة فسحبت القوات المصرية من سيناء قبل وصول القوات الفرنسية والبريطانية إلى منطقة القناة وبذلك احتلت إسرائيل سيناء بالكامل تقريبا.
ومع وصول القوات البريطانية إلى مدينة بور سعيد المصرية على المدخل الشمالي لقناة السويس بدأت ملحمة المقاومة الشعبية من جانب المصريين. وفي هذه الأثناء شهدت جميع الدول العربية مظاهرات للتنديد بالعدوان الثلاثي على مصر وتدفق المتطوعون إلى مصر وقاطع العمال في جميع الموانئ العربية السفن الفرنسية والبريطانية. في الوقت نفسه تحركت الولايات المتحدة التي شعرت باستياء شديد بسبب هذا العدوان الذي شارك فيه ثلاثة من حلفائها دون علمها فاتخذت منذ بداية الأزمة موقفا مناهضا للعدوان. في الوقت نفسه كان الاتحاد السوفيتي الأكثر تشددا حيث هدد بالتدخل المباشر إذا لم تنسحب الدول المعتدية من مصر.
وفي الثالث والعشرين من ديسمبر 1956 أعلن نهاية العدوان الثلاثي على مصر حيث انسحبت القوات الفرنسية والبريطانية من منطقة القناة وانسحبت القوات الإسرائيلية من سيناء مع نشر قوات دولية لمراقبة الحدود بين مصر وإسرائيل. ورغم الانسحاب الإسرائيلي من سيناء إلا أنها حصلت سرا على حق الملاحة في مضايق تيران على الرغم من أن الموقف الرسمي المصري كان يرفض مثل هذه الملاحة. وقد أدى ذلك فيما بعد إلى إشعال حرب يونيو عام 1967 عندما تزايدت الضغوط على حكومة عبد الناصر بسبب السماح للسفن الإسرائيلية بعبور مضايق تيران فاضطر عام 1967 إلى إغلاق هذه المضايق ومطالبة القوات الدولية من الخروج من سيناء حيث انتهزت إسرائيل الفرصة لشن الحرب على مصر وسوريا والأردن في الخامس من يونيو لتستولي على سيناء بالكامل مرة أخرى.