Thursday 4th November,200411725العددالخميس 21 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "حدث في مثل هذا اليوم"

قوات الاحتلال الفرنسي تعتقل أعضاء الحكومة اللبنانية قوات الاحتلال الفرنسي تعتقل أعضاء الحكومة اللبنانية

في مثل هذا اليوم من عام 1943 ألقت قوات الاحتلال الفرنسي القبض على أعضاء الحكومة اللبنانية بسبب تحركهم للمطالبة بتحقيق استقلال فعلي للبنان مستفيدين من ظروف الحرب العالمية الثانية ووقوع فرنسا نفسها تحت الاحتلال الألماني الذي شكل حكومة موالية له برئاسة المارشال بيتان عرفت باسم حكومة فيشي. ولم تكن سلطات الاحتلال الفرنسي مستعدة للتخلي عن مستعمراتها في ظل الحرب العالمية الثانية.
بدأ الاحتلال الفرنسي للبنان رسميا بموجب قرار عصبة الامم بوضع لبنان وسوريا تحت الانتداب الفرنسي. ومنذ ذلك الحين لم تتوقف محاولات الشعب اللبناني التخلص من الاستعمار.
في 29 أغسطس و5 سبتمبر عام 1943، جرت انتخابات نيابية في لبنان وعلى أثرها تم انتخاب الشيخ بشارة الخوري رئيساً للجمهورية الذي بدوره قام بتكليف رياض الصلح بتشكيل الحكومة. مع الرجلين بدأت معركة الاستقلال تعيش لحظاتها الحاسمة من خلال البيان الوزاري الشهير الذي تضمن سياسة الحكومة الاستقلالية، تلاه قيام مجلس النواب بتعديل مواد الدستور المتعلقة بالانتداب وتوقيع رئيس الجمهورية على هذا التعديل.
وقد ردت السلطات الفرنسية باعتقال رئيسي الجمهورية والحكومة وعدد من الوزراء وأحد النواب وأودعتهم سجن قلعة راشيا في الرابع من نوفمبر.
فور شيوع نبأ الاعتقال، اشتعلت شوارع وساحات المدن بالتظاهرات الاحتجاجية، وبدعم من الضباط اللبنانيين شكلت حكومة مؤقتة من الوزيرين حبيب ابو شهلا ومجيد ارسلان اللذين توجها الى بشامون وكان برفقتهما رئيس مجلس النواب صبري حمادة وهناك انضمت الى الحكومة مجموعة من الشباب التي شكلت ما يشبه الحرس الوطني، على أثر ذلك أصدرت قيادة قوات الانتداب أوامرها الى الضابط جميل لحّود قائد فوج القناصة الاول آنذاك بمهاجمة حكومة الثورة، فرفض الأمر وأعلن انضمامه لهذه الحكومة وقام برفع العلم اللبناني في موقع فرقته العسكرية المتمركزة في عين الصحة في فالوجا.
أمام هذا الواقع وامام استمرار التظاهرات الشعبية، اضطرت السلطات المنتدبة الى التراجع عن تشددها مذعنة لمشيئة اللبنانيين وأطلق سراح رجالات الدولة من سجن راشيا في 22 نوفمبر 1943، فتحقق بذلك انجاز استقلال لبنان في حدوده المعترف بها دولياً.
بفضل تضامن اللبنانيين وإرادتهم الواحدة تمكنوا من انتزاع استقلالهم في 22 نوفمبر 1943، إلا أن معارك أخرى كانت في انتظارهم قبل أن يصبح مفهوم الاستقلال حقيقيا بكل أبعاده. فكانت معارك لتسلم الجيش، وأخرى لتسلم المصالح الاقتصادية والإدارية وتحقيق الجلاء الكامل... خاض لبنان غمارها حكومة وشعباً، ولم يتخلف الجيش عن خوضها وهو بعد في كنف السلطات الفرنسية التي ماطلت في تسليم قيادته إلى الدولة اللبنانية، حتى تسلمت الحكومة الجيش اللبناني في 1- 8-1945 لينتهي الاستعمار الفرنسي في لبنان.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved