فتاة هزمت القنابل

.فان تاي كيم فوك كانت فتاة صغيرة تبلغ من العمر تسع سنوات حين بدأ الهجوم الأمريكي على فيتنام..
في يوم صعب جداً انفجرت القنابل حولها.. اشتعلت النار في ملابسها.. كل شيء بجوارها يحترق.. رأت النيران تمسك بكفها وذراعها لكنها أخذت تجري في محاولة يائسة للهرب.. لم يكن أمامها مجال للتفكير.. لا شيء سوى الخوف.. ونيران كانت حراراتها تلفح الوجوه.
هذه الفتاة أصيبت بجروح بالغة وحروق في ظهرها..
وقد التقط لها أحد المصورين صورة صارت شهيرة.. فيما بعد وأسرع بنقلها إلى المستشفى حيث بقيت فيه عاماً كاملاً أجريت خلاله العديد من العمليات الجراحية.
وقد أظهرت فان كيم التي تعيش الآن في كندا بعد سنوات من إعادة التأهيل ومحاولة التكيف مع الحياة الغربية قدرة رائعة على التسامح.. وقد اشتركت في عام 1996م في احتفال أقيم إحياء لذكرى حرب فيتنام والتقت صدفة مع القائد الذي أعطى أوامره للطائرات لشن تلك الضربة الجوية على قريتها..
ولم تسيطر عليها خلال اللقاء مشاعر الاستياء والكره فقد رأت أن تتجنب الحديث عن الحرب أو حتى التفكير فيها..
تقول: إنني لا أدع في حياتي أبداً مجالاً للأسى والحزن.. إن الشعور بقدر ولو ضئيل من المرارة حتى في أعماق كياني أمر مرهق وشديد الوطأة للغاية ولكن بدلاً من ذلك فقد رأيت أن أمضي قدماً دون النظر إلى الوراء.