قرأت في عدد الأحد 19 شعبان 1425هـ من جريدتنا العزيزة الجزيرة مقالاً للأخ عبد الله الحسين وقد دفعتني كتابته للرد على ما جاء فيها.
* صدق الأخ في رثائه لما يرى في ساحة الشعر، لكني عجبت لما تطرق له من محاولة للنيل من شاعرنا منصور البطي، حيث أنه اقتصر الحديث على ذكر الشعراء الكبار القدامى والمعاصرين حتى ان الأسماء التي ذكرها أخذت مساحة أكثر من نصف المقال مما جعل كتابته غير موضوعية، واستغربت من إصراره على تناسي أسماء أكبر وأوسع شهرة.
* عموماً أنا احترم وجهة نظره الشخصية وان كنت أتمنى لو أنه تناول قصائد الشاعر وأوضح لنا إن كانت لديه ملاحظات عليها لكي تعم الفائدة مثلما كنت أتمنى لو أن كتابته تلك تناولت الأمسية نفسها والتي كنت أنا من بين حضورها وكنت سعيداً بما سمعت من الشاعر الشاب ولا أعتقد أن السن له علاقة بحجم الشاعر وإلا لما كان الأمير الشاعر الراحل سعود بن بندر -رحمه الله- وحتى الآن من أجمل وأفضل شعراء الخليج، فقد توفي الأمير سعود بن بندر -رحمه الله- شاباً ومع هذا فقد بقي لنا من شعره ما لم يقدمه كثير من الشعراء المسنين، وكذلك شاعرنا البطي الذي حاول الأخ عبد الله الحسين هز صورته أمام الجمهور ولم يجد شيئاً يعيب فيه شعره سوى لقبه، فرغم أن الشاعر البطي في بداية الثلاثينيات كما يبدو من مظهره إلا أنه صاحب أربعة اصدارات، وقد أسعد الجمهور بأمسياته حتى الأخيرة منها التي كان الأخ عبد الله يشير إليها، فقد ذهلنا من شاعرنا رغم أنه (شاب)! بتنوع مواضيع قصائده وجزالتها. إذ كتب عن الوطن وكتب ضد الإرهاب، وأيضاً أشاد برجال الأمن ومجهوداتهم وتطرق للمواضيع الاجتماعية والفكرية وتصدى فيها لما يضر بمجتمعنا المسلم. فهو بذلك شاعر استحق لقبه عن جدارة وجمهوره هو من منحه هذا اللقب.
* منصور البطي في شعره جزالة الألفاظ وأصالتها وعمق المعاني وسهولة طرحها وقوة الحجة والالتفات لأهم ما يشغل بال المجتمع، وهذا لم نره في كلمات البعض من الشعراء.
* وأخيراً أعجب من الكاتب عندما تناسى كل ما قاله شاعرنا. ولا أعتقد أن شاعراً مثله يستحق هذه الإساءة، فنحن نكبر فيه تبرعه بريع أمسياته وأشرطتها للجمعيات الخيرية التي نتمنى أن يكون فيها قدوة للجميع. وأخيراً فشاعر نجد هو منصور البطي وجمهوره من أطلق عليه هذا اللقب فلا أدري إن كان أحد يستطيع انتزاعه من قلوبهم؟!
عبد الله عبد العزيز الخالدي
ص.ب 264 الرياض 11372 |