مليئة تلك الجرائد وصفحات الحوادث التي يقشعر لصورها الجسد.. مكتظة تلك المجلات بنداءات إنسانية تطالب فيها بمد يد العون لصاحب النداء تتناقل أفواه الناس فيما بينهم بعض حالات مأساوية يعيشها بعض جيرانهم أو حتى أصحابهم، نسمع كثيراً بانهيار مفاجئ لمستوى معيشة أسرة ما إلى أن وصلت إلى الحضيض، نرى بعض الأشخاص الذين غامروا بأموالهم واضطروا لبيع حتى منازلهم والمشاركة في أسهم.. خسرت نتائجها. نبكي بحرقة عند دخول رب أسرة إلى السجن وقضائه خلف قضبانه أكثر من سبع سنوات وهو يعول زوجة وأبناء وقبلهم اخوة دائماً، تتساءل عن حالهم كيف سيكون وضعهم بعد رحيل عائلهم نشهد كثيراً (بسطات) صغار السن عند المساجد وأمام بعض المراكز وبيعهم للسواك وأشياء أخرى، كالبرق تتأثر مشاعرنا تجاههم ويصعب علينا حالهم نعتبر أنفسنا من المستمعين المتفوقين الذين يصغون جيداً لشكوى بعض المحتاجين ندعو للكثيرين بالشفاء العاجل ومغادرة السرير الأبيض بأسرع وقت ممكن، ولو تمعنت في أغلب ردود فعلك في الحالات السابقة ستجد انك وكثيرين معك لا يسعهم سوى التعاطف مع تلك الشرائح لفظاً فقط ومشاركتهم أحزانهم معنوياً للأبد وحتى في هذه بخلاء. نعتقد في ظننا أن رثاءه وذرف بعضٍ من الدموع لحاله كافية لتخليصه مما هو فيه وفي أحيانٍ كثيرة نستكثرها عليه، إن كلمة مسكين نرددها ربما في اليوم أكثر من عدة مرات عندها نعيش موقف أحدهم أو نسمع عن معاناته.. ولكن ماذا بعد ذلك ترى هل هذا كل ما يمكننا أن نقدمه لذلك المسكين على حد قولنا.. أم أنه بيدنا فعل الكثير لمساعدته وانتشاله من الغرق.. هل الأحرى البكاء على حاله والدعاء له فقط أم الأحرى الأخذ بيده وتبني مشكلته ونبذل كل ما بوسعنا لفك أزمته هل تعتقد بأن إغداقك وكرمك عليه بإصدار شتى الألفاظ التي تؤكد فقره أو تبلور حاجته كافية لسد معنويته أم أنه يحتاج أكثر من كلمة مسكين لنقدمها له؟
|