Thursday 4th November,200411725العددالخميس 21 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

كيف نحقق الانتماء الوطني عند طلابنا؟! كيف نحقق الانتماء الوطني عند طلابنا؟!
محمد إبراهيم فايع - خميس مشيط

لم يعد هناك وقت للعب، فإمَّا أن نكون أو لا نكون ،لأن الإنسان العاقل الحكيم لا يمكنه أن يرى وطنه يكاد يسلب من بين يديه وهو جالس ينظر ويتأمل في سارقيه بإعجاب، وليس هناك قضية أكبر من الوطن سوى الدين ونحن في بلد اسمه المملكة العربية السعودية وعقيدة أهله ودينهم هو الإسلام، ورايته راية تحمل كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وفوق ثراه أطهر البقاع مكة المكرمة والمدينة المنورة وفي ثراه يرقد جسد المصطفى محمد بن عبدالله نبي الله وأزكى وأطهر البشر- صلى الله عليه وسلم - هذا الوطن الذي له هذه السمات والصفات يستحق - والله - منا أن نضعه بين الرموش ونسكنه وسط الأفئدة ونخشى عليه من نسمات تهب أو رياح تعصف، فما بال بعضنا لا يدرك تلك المعاني السابقة والقيم العالية عن وطنه السعودية؟! ويرضى بالانجرار خلف شعارات ترفع هنا أوهناك، يسوقها الحاقدون وينقلها الحاسدون الذين لم يسرهم الأمن والاطمئنان الذي يشعر به كل مواطن ومقيم.
القضية التي أريد الحديث عنها هنا هي كيف نحقق الانتماء الوطني عند الطالب السعودي وكيف نربي فيه الوسطية والاعتدال؟
أقول: كما تعلمون بأن العملية التعليمية تهدف في الأصل إلى إكساب الطلاب العلوم والمعارف والمهارات وتهدف إلى تعديل سلوك إنساني بمعنى أن العملية التعليمية تقوم برسالة التربية والتعليم وهو الدور المنوط بوزارة التربية والتعليم (المعارف سابقا) والتي أحسنت في استبدال مسماها القديم وبعد طول انتظار. والمدرسة برسالتها التربوية التعليمية تسعى إلى تحقيق غايات التعليم وتطبيق ما جاء في سياسته وأهدافه التي تستمد أغلب بنوده من تعاليم الشريعة السمحة، وتراعي عادات وتقاليد المجتمع العربي المسلم. ولكن من أجل تحقيق أغلب بنوده من تعاليم الشريعة السمحة وتراعي عادات وتقاليد المجتمع العربي المسلم.
ولكن من أجل تحقيق الانتماء وتقوية الحس الوطني عند طلاب المدارس والذين هم حملة مشاعل النور والعمل في الغد، وحول هذا سأضع أمامكم بعض المحاور لتأملها ومناقشتها:
1 - إعادة رسم خريطة البرامج المناشطية في مدارسنا لكي تصب في خانة تحقيق الانتماء الصادق والولاء الخالص لله أولا، ثم للمليك والوطن، ولابّد أن نعي بأن واقع الانشطة المدرسية الحالي لا يحقق ما رسم من أهداف لوجود عوائق كثيرة مادية ومالية وتخطيطية وتنفيذية تحتاج إلى وقفة الجهات المسؤولة في وزارة التربية والتعليم لتبديدها ليقوم النشاط والذي يعد جزءا من المقرر المدرسي بدوره في صنع شخصية الطالب تعليمياً وسلوكياً ليقوم بدوره الفاعل تجاه الوطن، ويتم استغلال برامجه في تحقيق الانتماء الصادق للوطن وولاة أمره.
2 - أنا أستغرب أن تدرّس التربية الوطنية عند البنين ولا تدرس عند البنات ونحن نعلم أن التعليم في بلادنا لدى الجنسين يسير في مسار واحد لتحقيق أهداف واضحة، ومجتمعنا يتكون من الجنسين من البنين والبنات وكلا الطرفين يسهم في بناء الوطن ويشترك في حبه وفي حمايته. فآمل أخذ هذا بعين الاعتبار.
3 - كما أستغرب - أيضا - أن نصرَّ على تدريس التربية الوطنية من الصف الرابع ونتجاهل المرحلة الأساسية من التعليم. فلماذا لا نسعى إلى ما يسمى (بالتربية الوطنية المبكرة) فتدرس المادة بداية بالصفوف الأولية (الأول، الثاني، الثالث.. وكلُّكم يعلم بأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، فيصمم منهجهم بشكل مناسب يحتوي على خريطة الوطن ويطلب منهم تلوينها وصور لقادة البلاد وولاة أمره فيذكر أسماءهم ويتعرف عليهم ويضم صورا لمظاهر الحضارة والمدنية والنهضة العمرانية والصناعية في وطنهم وصورا للتراث.
وتكون المادة جزءاً من مادة السلوك التي لم يحدد لها مقرر وزاري صادر منها حتى الآن.
4 - منهج التربية الوطنية الحالي الذي يدرس أرى أن يعاد تنسيقه ليضم موضوعات فرضتها المرحلة الراهنة ويزود بعبارت قيلت في حب الوطن وأشعار وطنية وأسماء لأدباء ومفكرين وعلماء سعوديين وأمكنة وتراثيات بشكل شائق وتزود بموضوعات وطنية (للقراءة الحرة) دون المطالبة بها في الاختبار.
5 - أتمنى لو تشرع كل مدرسة بإقامة (جماعة) في داخلها تسميها (جماعة الحوار المدرسي) يقوم على إدارتها وترؤسها وتخطيط محاورها النقاشية الطلاب أنفسهم وبمساعدة رائد النشاط تسهم في تحقيق الوسطية والاعتدال عند طلابنا، وأذكِّر الجميع بالتوصية رقم 8 التي خرج بها المجتمعون في لقاء الحوار الوطني الثاني الذي عقد في مكة الطاهرة ونصت على أهمية نشر ثقافة الحوار (وأنا على يقين بأن وجود (جماعة الحوار المدرسي) ستفرز الثقة في طلابنا وتربيهم على اساليب إبداء الرأي وتقبل الآخر.
6 - أرجو أن يعود للأسابيع الوطنية بريقها الذي كان حينما كان طلاب المدرسة يخرجون إلى بيئتهم المحلية فيغرسون الأشجار في الشوارع ويجوبونها لتنظيفها ويشاركون في كل أسبوع بحماس بعيداً عن الإنشائية والخطابية التي تمارس اليوم، حتى أن اسبوع الشجرة يقام ولا نعلم عنه إلاّ ما نسمعه في إذاعة المدرسة عن أن (الشجرة ظل وجمال) لأن الحس الوطني والانتماء له لا يأتيان إلاّ عن طريق التفاعل مع أحداث الوطن والممارسة لفعاليته فيتربى طلابنا على حب الوطن وعشق العمل التطوعي والجمعي من أجله و(حب الوطن من الإيمان) كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم.
7 - سيظل العلم محوراً مهماً في العمل التربوي ولكن عليه وعلى المسؤولين عنه أن يعرفوا بأن رسالته تربوية وتعليمية ودوره صناعة جيل وتنشئة الطلاب ليصبحوا أعضاء صالحين نافعين لوطنهم ولدينهم فلنظل متنبهين للمنهج الخفي (الذي قد يمارسه البعض من المعلمين فتنقلب رسالته من بناء إلى هدم، ومن تعليم إلى تلغيم، ومن تنوير إلى تضليل، وهو ما لا نريده ولن تحمد عقباه مستقبلاً.
8 - إقامة متحف وطني تراثي للقديم والجديد في كل مدرسة ليصبح جسراً لتواصل الأجيال ومعرفة تاريخ الوطن، وتذكير الأبناء بتاريخهم المجيد وحاضرهم التليد والمتاحف تعد من الدروس الوطنية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved