* واشنطن -أوهايو - جان لوي باني - الوكالات:
فاز الرئيس الأمريكي الجمهوري جورج بوش بولاية رئاسية ثانية لأربع سنوات على منافسه الديمقراطي جون كيري الذي اقر بهزيمته من دون أن ينتظر حتى نهاية الفرز في ولاية أوهايو المتنازع عليها. وفي وقت توقعت فيه البلاد أن تنتظر أياماً قبل إعلان الفائز في الانتخابات، اتصل كيري ببوش واقر بهزيمته بحسب ما أعلن مسؤول في قيادة الحملة الديمقراطية.
وأعلن متحدث باسم البيت الأبيض أن المرشح الديمقراطي كان (لبقا جداً).
واجتمع كيري بمستشاريه في معقله ببوسطن. وبعد معاينة دقيقة للأرقام في أوهايو استسلم كيري لليقين في خسارته أمام بوش.
وكان أندرو كارد كبير موظفي البيت الأبيض قال منذ الساعة 5.45 (1045 تغ) (نحن مقتنعون بأن الرئيس بوش قد فاز في الانتخابات)، مشيراً إلى أن الرئيس الجمهوري يحظى بتقدم على خصمه (لا يمكن تخطيه إحصائياً) في أوهايو مع 130 ألف صوت إضافي.
قبل إقرار كيري بالهزيمة، ارتفعت معظم المؤشرات في بورصة نيويورك الأربعاء مراهنة على انتصار بوش.
وبفوزه في ولاية أوهايو، أمن الرئيس الجمهوري 274 صوتاً على الأقل من الناخبين الكبار أي بزيادة أربع أصوات على المعدل المطلوب لوصوله إلى البيت الأبيض.
وعلى الرغم من استمرار عمليات الفرز في ولايات نيومكسيكو وايوا الصغرى، يبقى المجال مفتوحاً أمام الرئيس الأمريكي للاستمتاع بفوزه المطلق بعدما نال غالبية التصويت الشعبي واحكم سيطرته على الكونغرس.
كما يمكن لبوش الذي تدعم ولايته الجديدة شرعية كبرى أن يتباهى بنيله أكثرية الأصوات على الصعيد الوطني مع اكثر من 58 مليون صوت (51 % ) مقابل 54.5 مليون لكيري (48 %).
وتعتبر هذه النسبة نصراً للرئيس الأمريكي الذي فاز بولايته الأولى من دون إجماع شعبي. وبذلك أيضاً، يكون بوش نجح حيث فشل والده في العام 1992 أمام بيل كلينتون.
من جهة ثانية، حافظ الجمهوريون على الأكثرية في الكونغرس وعززوها في الوقت نفسه، علماً أن الامريكيين كانوا يصوتون في هذه الانتخابات لاختيار ثلث أعضاء مجلس الشيوخ وبرلمان جديد.
وبشكل عام، يمكن القول إن الانتخابات كرست تجذيراً للجمهوريين واستقراراً ملحوظاً للبلاد.
فعلى الرغم من انطباع ولاية بوش الأولى بهجمات 11 أيلول- سبتمبر 2001 وبالحرب على العراق، وحدها ولاية نيو هامشير غيرت اتجاهها السياسي نحو المعسكر الديمقراطي.
كما يمكن لبوش الآن تسجيل ارتياحه لاستراتيجيته الانتخابية التي عززت صورته كقائد وزعيم قادر على الاستمرار في الحرب على الإرهاب التي باتت الشغل الشاغل للأمريكيين، وهو ما لم يتمكن منافسه الديمقراطي من إظهاره.
وعلى الرغم من اتهامات كيري بتسبب الرئيس الأمريكي بخسارة وظائف وبغزو العراق عبثاً، لم يتمكن المرشح الديمرقراطي من إقناع الناخبين بأنه يملك المواصفات المناسبة لقيادة البلاد خلال الحرب.
وبعد النكسة، سيكون على الديمقراطيين تخطي الهزيمة والبحث عن زعيم جديد، فيما بدأ يتردد اسم هيلاري كلينتون.
أما جورج بوش، فسيكون عليه في المرحلة المقبلة انتشال بلاده من الوحول العراقية وعقد مصالحة مع المجتمع الدولي أو إيقاف العجز الخيالي في الموازنة.
وفاز بوش (58 عاماً) من دون أي مفاجآت بالولايات المحافظة في الجنوب مثل جورجيا ولويزيانا، وضمن أيضاً ولاية تكساس، فضلاً عن الولايات الجمهورية في (الوسط الغربي).
من جهته فاز كيري (60 عاماً) بالمعاقل الديموقراطية في شمال شرق البلاد الصناعي مثل نيويورك وايلينوي مع مدينتها الكبيرة شيكاغو وعلى الساحل الغربي كاليفورنيا.
وفي ختام حملة انتخابية شرسة يبدو أن الأمريكيين قاموا بتعبئة الصفوف بشكل كبير وتوجهوا بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع وبقي الكثير من مكاتب الاقتراع مفتوحاً بعد ساعة الإغلاق الرسمية مثل أوهايو وميامي في فلوريدا.ويتوقع أن تكون المشاركة أعلى بكثير من العام 2000 (51.3% و105.6 ملايين مصوت) مع احتمال مشاركة نحو 120 مليون ناخب هذه المرة.
وفي هذه الانتخابات الرئاسية الأولى منذ هجمات 11 أيلول - سبتمبر والأولى في بلد يخوض حرباً منذ 32 عاماً هيمن تساؤل واحد على الحملة: مَن من بوش أو كيري مؤهل أكثر لقيادة بلد يخوض حرباً في العراق ومكافحة الإرهاب؟
ورداً على هذ السؤال كشفت استطلاعات الرأي باستمرار تقدماً للرئيس المنتهية ولايته في حين أن خصمه كان يفوز بثقة الناخبين على الصعيدين الاقتصادي والصحي.
|