* أبوظبي - العواصم العربية - الوكالات:
خيَّم الحزن على الملايين أمس الأربعاء لوفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الزعيم الذي حوَّل الإمارات العربية المتحدة من بلد صحراوي إلى واحدة من قصص النجاح القليلة في التنمية في العالم العربي.
وتوفي الشيخ زايد الذي قاد بلاده منذ قيامها عام 1971 أمس الأول وهو في أوائل التسعينيات من العمر بعد صراع طويل مع المرض.
وخصصت صحف الإمارات صفحاتها لنعي الرجل الذي حكم البلاد لمدة 33 عاماً. وقالت صحيفة الخليج في صدر صفحتها الأولى (وداعاً والدنا وشيخنا وحكيم العرب).
وخيَّم الحزن على الإمارات التي توقفت فيها الحياة وأغلقت فيها المصالح الحكومية ومؤسسات الأعمال. وترددت التلاوات القرآنية من مكبرات الصوت في كل مكان.
واستغل الشيخ زايد الذي أجريت له جراحة لزرع كلية عام 2000 أموال النفط في تحويل سبع إمارات كان أغلبها يعاني من الفقر والعداء إلى مدن حديثة تتمتع باقتصاد قوي.
وتتمتع البلاد التي يسكنها 4.04 ملايين نسمة بواحد من أكبر نسب نصيب الفرد من الدخل ويمثِّل الأجانب أكثر من 85 في المئة من السكان.
وسببت وفاة الشيخ زايد حزناً بالغاً بين أبناء الشعب الذين كانوا يجلِّونه وفي العالم العربي الذي كان يكن له كل التقدير نظراً لكرمه ووسطيته ودبلوماسيته.
وقال وزير الخارجية الأمريكي كولن باول في بيان نقلته وكالة أنباء الإمارات ينعي فيه الشيخ زايد (كان الشيخ زايد نموذجاً للكرم والحكمة والقيادة. كان العالم أجمع يعلم أنه رجل تنمية وعدل وتحضر).
وتوقَّع مسؤولو الإمارات انتقالاً سلساً للسلطة. وتولَّى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الابن الأكبر للشيخ زايد حكم إمارة أبوظبي.
وبموجب الدستور يقوم نائب الرئيس ورئيس الوزراء الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم حاكم إمارة دبي بدور الرئيس حتى ينعقد المجلس الأعلى الذي يضم حكام الإمارات السبع خلال 30 يوماً لاختيار رئيس للدولة. والإمارات السبع هي أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة ورأس الخيمة.
ويتوقَّع مسؤولون أن يختار المجلس الشيخ خليفة رئيساً للبلاد مع احتفاظه بسلطته في أبوظبي التي تمتلك 93 في المئة من ثروة البلاد النفطية. ويقوم الشيخ خليفة الذي ولد عام 1948 بدور كبير في إدارة البلاد. فهو يرأس المجلس الأعلى للبترول في أبوظبي الذي يضع السياسات النفطية للبلاد، كما أنه نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ويرأس الشيخ خليفة أيضاً هيئة استثمار أبوظبي.
وتدفقت التصريحات من كل أنحاء العالم تنعى الشيخ زايد الذي كان مما اشتهر عنه مبادرته عام 2003 لتجنب الحرب على العراق عندما طالب صدام بالتنحي.
واشتهر الشيخ زايد بعفويته وكرمه البدوي الفطري الذي أكسبه مكانة بارزة في العالم العربي.
واجتهد في معظم الأوقات لتفادي الزج ببلاده في مصادمات السياسة الخارجية.
وقال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي إن (موت الشيخ زايد خسارة للعالم العربي كله لأنه كان يمثِّل الحكمة والشجاعة والعون في الأوقات الصعبة).
وقال وزير الطاقة الكويتي الشيخ أحمد الفهد الصباح (اليوم فقدنا حكيم العالم العربي... كان يدعو إلى العدل ومن خلاله حاول توحيد الأمة العربية).
وأعلنت البحرين أن المصالح الحكومية لديها ستغلق أبوابها ثلاثة أيام بدءاً من الثلاثاء.
وقالت سلطنة عمان إن المكاتب الحكومية ستغلق لثلاثة أيام أيضاً بدءاً من الأربعاء.
وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن الشيخ زايد كان زعيماً عربياً حقيقياً لديه إيمان بالقومية العربية.
وأعلنت مصر أيضاً الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام (على روح فقيد الإمارات العربية ومصر والأمة العربية جمعاء) كما جاء في بيان لرئاسة الجمهورية.
|