Thursday 4th November,200411725العددالخميس 21 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "متابعة "

الملايين يودعون حكيم العرب إلى مثواه الأخير الملايين يودعون حكيم العرب إلى مثواه الأخير
ولي العهد وقادة دول عربية وإسلامية يشاركون في تشييع جنازة الشيخ زايد

* أبو ظبي - الوكالات:
تجمع زعماء العالم في دولة الإمارات العربية المتحدة أمس الأربعاء لوداع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الحاكم الذي حول الإمارات العربية المتحدة من بلد صحراوي إلى واحدة من قصص النجاح القليلة في التنمية في العالم العربي.
وشارك في تشييع جثمان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وعدد من قادة الدول العربية والإسلامية.
وأقيمت الصلاة على روح الشيخ زايد في مسجد الشيخ سلطان بن زايد الأول في أبو ظبي وشارك في الصلاة خارج المسجد آلاف من المصلين.
وكانت الحركة خفيفة في شوارع المدن الإماراتية أمس باستثناء الحركة في اتجاه العاصمة للمشاركة في تشييع جثمان (الوالد).
وتجمع العديد من الناس تحت أشجار النخيل في أبو ظبي وهم يتلون القرآن، كما ارتفعت أصوات المقرئين في المساجد بتلاوة سور من آيات الله.
وبعد ذلك نقل الجثمان إلى المسجد حيث وقف أبناؤه وأخوته والزعماء العرب والأجانب في خشوع أثناء الصلاة.
وتوفي الشيخ زايد الذي قاد بلاده منذ قيامها عام 1971 أمس الأول وهو في أوائل التسعينيات من العمر بعد صراع طويل مع المرض، ودفن أمس الأربعاء في جنازة بسيطة اقتصرت على الأسرة والوفود الرسمية.
وخصصت صحف الإمارات صفحاتها لنعي الرجل الذي حكم البلاد لمدة 33 عاماً.
وقالت صحيفة الخليج في صدر صفحتها الأولى (وداعاً والدنا وشيخنا وحكيم العرب).
وخيم الحزن على الإمارات التي توقفت فيها الحياة وأغلقت فيها المصالح الحكومية ومؤسسات الأعمال.
وترددت التلاوات القرآنية من مكبرات صوت في كل مكان، ونزل إلى الشوارع عدد يقدر بنحو 50 ألف شخص لوداع الشيخ زايد ومشاهدة موكب الجنازة أثناء مروره في شوارع العاصمة أبو ظبي وهو في طريقه إلى المقابر.
واستغل الشيخ زايد الذي أجريت له جراحة لزرع كلية عام 2000 أموال النفط في تحويل سبع إمارات كان أغلبها يعاني من الفقر والعداء إلى مدن حديثة تتمتع باقتصاد قوي.
وتتمتع البلاد التي يسكنها 4.04 مليون نسمة بواحدة من أكبر نسب نصيب الفرد من الدخل ويمثل الأجانب أكثر من 85 في المائة من السكان.
وسببت وفاة الشيخ زايد حزناً بالغاً بين أبناء الشعب الذين كانوا يجلونه وفي العالم العربي الذي كان يكن له كل التقدير نظراً لكرمه ووسطيته ودبلوماسيته.
وقال وزير الخارجية الأمريكي كولن باول في بيان نقلته وكالة أنباء الإمارات ينعي فيه الشيخ زايد: (كان الشيخ زايد نموذجاً للكرم والحكمة والقيادة، كان العالم أجمع يعلم أنه رجل تنمية وعدل وتحضر).
وتوقع مسؤولو الإمارات انتقالاً سلساً للسلطة، وتولي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الابن الأكبر للشيخ زايد حكم إمارة أبو ظبي.
وبموجب الدستور يقوم نائب الرئيس ورئيس الوزراء الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم حاكم إمارة دبي بدور الرئيس حتى ينعقد المجلس الأعلى الذي يضم حكام الإمارات السبع خلال 30 يوماً لاختيار رئيس للدولة.
والإمارات السبع هي (أبو ظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، ورأس الخيمة).
ويتوقع مسؤولون أن يختار المجلس الشيخ خليفة رئيساً للبلاد مع احتفاظه بسلطته في أبو ظبي التي تمتلك 93 في المائة من ثروة البلاد النفطية.
ويقوم الشيخ خليفة الذي ولد عام 1948 بدور كبير في إدارة البلاد، فهو يرأس المجلس الأعلى للبترول في أبو ظبي الذي يضع السياسات النفطية للبلاد كما أنه نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويرأس الشيخ خليفة أيضاً هيئة استثمار أبو ظبي.
وتدفقت التصريحات من كل أنحاء العالم تنعي الشيخ زايد الذي كان مما اشتهر عنه مبادرته عام 2003 لتجنب الحرب على العراق عندما طالب صدام بالتنحي.
وقال فادي أغا وهو فلسطيني يعيش في الإمارات منذ 20 عاماً: (عندما سمع والدي هذه الأنباء أجهش بالبكاء.. إنها خسارة ليس فقط للإمارات بل لكل العرب).
وقال العامل الهندي جاجاديش: (الشعب الهندي يحبه جداً لأنه سمح لنا بالمجيء للعمل هنا). ويتمتع الشيخ زايد بحب حقيقي في المنطقة.
وقال منصور المحيربي: (كان خسارة كبيرة لشعب دولة الإمارات العربية المتحدة، كان يعرف كيف يقود).
وأعرب كثيرون عن ثقتهم بشأن المستقبل قائلين إن حاكمهم الراحل وضع الأساس لدولة مستقرة.
وأضاف المحيربي: (الشيخ زايد وضع الأساس حتى تستمر سياساته في المستقبل وحتى لا نشعر بالقلق).
من جهة أخرى أعرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن (حزنه وألمه العميق) لوفاة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رجل السلام) وكتب شيراك في رسالة وجهها إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الابن البكر للشيخ زايد وحاكم أبو ظبي الجديد، (إن الإنجازات التي حققها الشيخ زايد ضخمة جداً).
وأضاف شيراك في الرسالة التي نشرها الجهاز الإعلامي للرئاسة الفرنسية أن الشيخ زايد (رجل سلام، لم يكف يوماً عن نشر التوافق والمنطق والحوار في منطقة مزقتها الأزمات والنزاعات، وسيبقى اسمه ملازماً لقضية السلام والتنمية في الشرق الأوسط التي كرس لها حياته).
وفي رسالة أخرى إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي الجديد، حيا شيراك (هذا الرجل الذي عمل بلا كلل من أجل الصداقة مع فرنسا (..) لقد بنى مع بلدنا علاقة استثنائية وقوية تسودها الثقة، وستبقى هذه العلاقة في الإرث الذي يتركه)، وأكد بأنه (شديد التمسك) بهذه العلاقة.
وأضاف شيراك أن (وفاة الشيخ زايد تؤلمني شخصياً) مذكراً بأنه بنى معه (علاقة ثقة يسودها الاحترام ومشاعر المحبة).
كما بعث شيراك برسالة إلى الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم رئيس وزراء دولة الإمارات طالباً منه تقديم (تعازي السلطات الفرنسية الحارة لمجمل السلطات الفدرالية في الإمارات).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved