Thursday 4th November,200411725العددالخميس 21 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الاقتصادية"

في الاقتصاد في الاقتصاد
الروتين اليومي
د. سامي الغمري

اكدت دراسات علمية على أهمية التأثير الحيوي والإيجابي الذي تتركه روح البشاشة والاسترخاء في نفس الموظف ومحيط العمل.. واستنتجت الدراسة بأن أغلبية المؤسسات الاقتصادية في حاجة ماسة إلى كل حيلة ممكنة تهيئ لها الخروج من قوالب الجدية المفرطة والزائفة التي تطغى عليها وتصطبغ بها تلك المؤسسات أثناء الدوام نسأل هل نشر ابتسامة عفوية تتعارض مع الجدية المفتعلة في العمل؟ نعتقد انه مفهوم خاطئ ساد المجتمع الوظيفي، والذي يجب أن نلغيه من تصوراتنا الذهنية.. فالمعروف إن هناك تقاليد ونصوصاً عتيقة تفرض الالتزام بالجدية المطبقة والتعامل مع كل كبيرة وصغيرة بمنتهى الحزم والبعد عن غير ذلك إلا أن الدراسات الحديثة تحيد وتدعو إلى إتباع النقيض من الجاري والمتبع، والتحول إلى اصباغ الموظفين بقليل من قوالب الاسترخاء والبشاشة، وتفعيلهم بشكل ايجابي على تشكيل فرق عمل متناغمة ومرتفعة الأداء فالبشاشة لا يفترض منا أن تعني التسيب ولا تعني بالضرورة إن تتحول ساعات العمل إلى استهتار وعدم التزام مزعج إنما تعني بالتحديد بناء بيئة عمل تبعد الموظف نفسه عن رتابة الروتين اليومي وتكرار حالات حرق الاعصاب بينه وبين المراجعين والعلماء، وأنها تعني أيضا تقريب الموظف من التفاعل البناء مع الآخرين بتناغم مفم بروح التفاهم والمحبة.. ولا يعتقد بأن البشاشة هي الهدف الأساسي في العمل، ولكنها تبقى المدخل الذي يفضي إلى هدف أكبر وأعمق.. إلا وهو كسر حاجز العزلة المصطنعة والبعد عن كل السلبيات والضغائن في الحياة الوظيفية. إن الخروج من قالب الجدية المصطنعة ومظاهر الوقار المفتعلة يحتاج إلى إنسان صبور يقاوم المستأصل في النفس ويحاول التغلب عن الاخطاء التقليدية في العلاقات العامة.. وإعطاء الموضوع اهتمام مناسب ومعالجة النفس المعقدة التي لا تحسن التعامل مع الآخرين إلى شخصية تعلوها الابتسامة ومغلفة بروح الرضا والتفاهم وحب مساعدة الآخرين تتطلب إنسان متميز لا يخاف التجديد، ويتطلع إلى ترقي مستوى معيشي أفضل، ويعمل ليعيش لا يعيش ليعمل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved