Thursday 4th November,200411725العددالخميس 21 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الثقافية"

بمناسبة تنصيبه عميداً للأدب الإسلامي المقارن بمناسبة تنصيبه عميداً للأدب الإسلامي المقارن
القاهرة تحتفل بتكريم الدكتور حسين مجيب المصري
د. الطاهر مكي:أعاد لنا عصر الموسوعيين والعباقرة بدراساته الفذة

احتفت الأوساط الأكاديمية والثقافية والأدبية المصرية بالعلاّمة الدكتور حسين مجيب المصري (88 عاماً) أستاذ الدراسات الشرقية والأدب الإسلامي المقارن في الوطن العربي والعالم، بحضور كوكبة من أساتذة الآداب العربية والفارسية والتركية والأردية في رحاب مكتبة القاهرة الكبرى في الزمالك، ولفيف من الإعلاميين والمثقفين وتلاميذ المحتفى به.
في بداية الاحتفالية قال الأديب محمد حمدي مدير المكتبة: إن الحياة الثقافية المصرية والعربية تفخر بإنجازات ودراسات وأبحاث الدكتور الجليل حسين مجيب المصري، الذي تعددت مواهبه وإسهاماته وقراءاته، والتي هضمت تراثنا الأصيل في مظانه المختلفة، سواء العربية أم الفارسية أم التركية أم الأردية، وعكست روحانيته الشفيفة؛ ولذلك فقد أدهشنا حسين مجيب المصري الذي استخرج لآلئ ودُرر الحضارة الإسلامية، واكتشف إبداعاتها الخصبة الموَّارة بالفن الأصيل، والعبق الجميل.
أعجوبة العصر
أما الدكتور الطاهر أحمد مكي عضو مجمع الخالدين في القاهرة وأستاذ الأدب العربي في كلية دار العلوم في جامعة القاهرة، فقد ذكر في كلمته أنه قد آن الأوان لتكريم هذا العالم الكبير، الذي أدارت الحياة الثقافية والأدبية ظهرها.. طويلاً.. لعبقريته الفريدة وعلمه الغزير، وموسوعيته غير المسبوقة في آداب الشعوب الإسلامية؛ نظراً لبراعته وإجادته ثماني لغات كتابة وقراءة وفهماً وتذوقاً ودراية، وهي العربية والفارسية والتركية والأردية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والروسية، كما أنه ينظم الشعر بالعربية والفارسية والتركية والفرنسية، ولديه دواوين شعرية في هذه اللغات.
وأضاف الدكتور مكي أن الدكتور المصري يعتبر أعجوبة هذا العصر وآيته العظيمة، فلقد انثالت بين يديه العلوم والآداب.. يغترف منها كيفما يريد.. ولننظر لدراساته الجادة المتعمقة مثل: تاريخ الأدب التركي، والقدس الشريف بين شعراء الشعوب الإسلامية، والمسجد في العربية والفارسية والتركية والأردية، والإسلام بين مدٍ وجزر ، وغزوات الرسول - صلى الله عليه وسلم - بين شعراء الشعوب الإسلامية، والأندلس بين شوقي وإقبال، والأدب الإسلامي الشعبي، وصلات بين العرب والفرس والترك.. دراسة في الأدب الإسلامي المقارن، علاوة على ترجماته أشعار شاعر الإسلام الفيلسوف محمد إقبال إلى الشعر العربي الموزون المقفى.. وهو جهد لا تقوم به إلا الجامعات والمؤسسات العلمية والثقافية وينبئ عن مكانة وعلم وموسوعية الرائد الكبير الدكتور حسين مجيب المصري عربياً ودولياً!!
الإنسان الكبير
وعن حسين مجيب المصري الإنسان أوضح الدكتور السعيد عبد المؤمن رئيس قسم الأدب الفارسي في كلية الآداب - جامعة عين شمس، أن حسين مجيب المصري إنسان قبل أن يكون معلماً وأستاذاً؛ فهو أب حنون لتلاميذه ومريديه، وهو شفوق على كل طالب علم، يقدم إليه النصح والنصيحة والمعلومة والكتاب بإخلاص، ويسعد كثيراً عندما يأتيه تلاميذه، يسألونه عما يعن لهم من المشكل الصعب في هذه العلوم والآداب. إن حسين مجيب المصري كان - ولا يزال - الواحة الظليلة التي نتفيأ فيها، ونحنُّ إليها، ونركن إلى أغصانها الوارفة المخصبة في كلّ وقت وحين.
المصري رمز الأصالة
وقال الدكتور عبد العزيز عوض الله أستاذ ورئيس قسم اللغة التركية في جامعة الأزهر الشريف: إن شاعرية الدكتور المصري تظهر في ديوانه التركي (صولغون بركل)؛ أي (وردة ذابلة) الذي ترجمه إلى الشعر العربي العمودي، والذي ينضح فناً وأصالة وحيوية، ويعد دليلاً على الوحدة الثقافية بين المسلمين، وهي التي يدعو إليها الدكتور المصري كوشيجة لإحداث التلاحم العضوي بين العرب والمسلمين.. أبناء الحضارة الواحدة والتاريخ المشترك والثقافة العريقة، ضدّ العولمة والحداثة .. وغول الإمبريالية التي تريد الإطاحة بالهويات القومية والحضارات القديمة؛ ولهذا يظهر إنجاز الدكتور المصري في هذا الديوان لكي يحثنا على التمسك بتراثنا وذاتيتنا وأصالتنا.ونوّهت الأديبة الدكتورة هالة أحمد زكي رئيس القسم الأدبي في (الأهرام) بجهود الدكتور المصري الذي عرَّفنا بخصائص ومميزات الآداب الشرقية وتراث الأمم الإسلامية؛ حيث عرَّفنا بأشعار محمد عاكف ويونس أمرة التركيين، وكتابات محمد إقبال الروحية والفكرية والإصلاحية، وألطاف حالي وسليمان جلبي، ودرد وغالب.. واكتشف سمات وألوان وقطوف هذه الآداب، وما فيها من غزارة وموهبة, وفنية غير مسبوقة، كلها تؤكد على عظمة موروثنا، وأهمية الإفادة من روافده الحضارية والفكرية والاجتماعية.
وقالت: إن الدكتور المصري يعتبر نسيجاً وحده في هذه الميدان، الذي لا يُبارى فيه، ولا يوجد نظير له؛ لأنه عكف على استخراج النظريات الحضارية والأدبية من أشعارنا العربية والفارسية والتركية والأردية، كما أنه ردّنا لصورتنا الحقيقية بعد أن غبنا عنها ردحاً من الزمن!ونادت الدكتورة هالة أحمد زكي بضرورة تكريم الدكتور المصري وإعطائه الجوائز التي تليق بمكانته منددة بالموقف غير المعروف سببه، وهو عدم منح الدكتور أي جائزة مصرية أو عربية حتى الآن، في الوقت الذي يستحق فيه أن ينال جائزة الملك فيصل العالمية للآداب!

صلاح حسن رشيد
صحفي وأديب


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved