بعد انقضاء شهر رمضان المبارك على خير يفترض من القائمين على تلفزيوننا العزيز أن يمنحوا المشاهدين شهادة حضور دورة (مكثفة) في مشاهدة الإعلانات التجارية! فكل المشاهدين تابعوا مسلسل الإعلان التجاري الطويل والمكرر الذي صار ينافس المسلسلات المكسيكية! إعلانات قبل المسلسل وبعد المسلسل وحتى إعلانات داخل المسلسل تصور (سيارات رايحة جاية أو علب فيمتو أو رز ولبن أو شيبس يأكله حتى كبار السن بشغف خلال وجبة الغداء)!! الإعلانات في هذا الرمضان أطلق سراحها لترتع حرة طليقة في الفترة التي يفترض أنها ذهبية!
ولقد ثبت بالفعل أنها ذهبية بل هي منجم ذهب للتلفزيون ولكن هل هي كذلك بالنسبة للمشاهدين الذين تقلصت فترة المشاهدة عندهم إلى مسلسل واحد فقط لايخلو ايضاً من الإعلانات قبله وبعده وأثناء عرض مشاهده!
ولم نعد ندري هل نحن بعد الإفطار نفتح التلفزيون لنشاهد المسلسل أم لنشاهد الإعلانات!
وهل التلفزيون يقدم مسلسلاً يتضمن إعلانات أم إعلانات تتضمن مسلسلاً؟!
هذه المقبلات الإجبارية سرقت الفترة الذهبية من التلفزيون وقلّصت مدتها ولم يستفد منها بشكل يخدم مشاهديه بما يستحقون ويلبي رغباتهم وطموحاتهم خاصة وأنها الفترة الوحيدة التي يجتمع فيها غالبية المشاهدين أمام شاشة تلفزيون وطنهم بعد أن شتتت الشاشات الفضائية شملهم! في هذه الفترة (الذهبية) نحن بحاجة الى برامج خفيفة سواء دينية أو تربوية أو ترفيهية أو توعوية فهذا أعتقد أنه ما يريده المشاهدون ولم أسمع أن احداً منهم طلب فقرة إعلانية أو ندم على فوات عرضها!!
|