Wednesday 3rd November,200411724العددالاربعاء 20 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

19 ربيع الأول 1392هـ - الموافق 2-5-1972م العدد 389 19 ربيع الأول 1392هـ - الموافق 2-5-1972م العدد 389
حب الطبيعة

الإنسان إذا استقبل الحياة بالنفس الواسعة فإنه يرى السرور يزيد ويتسع والهموم تصغر وتزول والدنيا إذا ضاقت فإن الإنسان هو الذي يضيق لا هي، فما أصدق من قال ان النفس إذا مرضت مرضت الدنيا معها. والناس يختلفون فمنهم المرح الفرح ومنهم المتشائم الممعن في تشاؤمه فالإنسان المرح العاشق لجمال الطبيعة فهو حين مروره على وردة يقف ويتأملها وقد أوحت له بكل المعاني وشتى الصور وكأنها ألفاظ حب رقيقة مغشاة والنسيم حولها كثوب حسان على حنان فيه تعبير عن من لبسته وتغريد البلابل يحس بأنه يغني له فرحا وطربا وثرثرة جريان المياه الجميلة والتي تشبه ثرثرة الطفل الطاهر البرئ والبرق يشق الظلام من أجل تحيته وتفريج كآبته أما النوع الآخر وهو المتشائم الذي تبلد احساسه ومات شعوره وانقطع كل عرق ينبض فيه بحب الطبيعة، فإنه إذا دخل حديقة غناء وسمع تغريد البلابل وحكاء العصافير يحس بأنها تنوح وتبكي وكذلك تمايل الخمائل يحس أنها تمايلات الموت والجبال وقد لفها المساء بسرباله الكثيف يحس أنه شيخ معمم على كرسيه، فما أجمل المرح وأقبح الشؤم وما أجمل الأرض إذا جادها المطر فإنها تبدو فتنة للناظرين وقد تبرجت بعد حياء وخفر وكأنها عروس ليلة زفافها، وينعكس معناها على النفس فإنها إذا صفت رأت الجمال حتى في القبح والدمامة.

ندى عبدالعزيز سلامة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved