* كتب - سعود عبد العزيز:
ظهر الدولي العراقي نشأت أكرم ابن الـ(19) عاماً بمستوى مبهر في اللقاء الذي جمع فريقه الجديد الشباب بناديه القديم النصر والذي انتهى بـ(2) دون مقابل لصالح الليث والذي بهذا الفوز استعاد الصدارة. ففي المباراة الماضية كان الفتى الموهوب في قمة حضوره الذهني والفني وشكَّل بمفرده فريقاً كاملاً، وبفضل إمكانياته البدنية والمهارية تمكَّن الشباب من السيطرة على منطقة الوسط وفشل الثلاثي النصراوي المكوَّن من الزهراني، وفيصل سيف، وبدر الحقباني من إيقاف توهج نشأت الذي جهَّز بمهارة وسدَّد بقوة وهاجم بضراوة ودافع ببسالة يستحق لقب نجومية المباراة بدون منافس.
لقد أكَّدت المواجهة الأخيرة بين الفريقين أن الشباب كسب لاعباً مميزاً سيكون له الدور المؤثِّر عند اشتداد المنافسة، في حين أوضح أداء العراقي أن النصر الذي لعب له نشأت خسر لاعباً كان من الواجب استمراره في صفوف الأصفر لإضافة المزيد من التوهج الفني، لكن النصر يبدو أنه ليس له من الحظ نصيب..
لقد أكَّد تألق نشأت في المباريات الثلاث الماضية أمام الهلال ثم الأهلي وأخيراً النصر أن إدارة الشباب بقيادة الرئيس الذكي طلال الشيخ والذي يتعامل مع الاحتراف وفق ضوابطه العالمية، المعمول بها في أوروبا، أن الشباب لم يخسر من احتراف الغنام في الهلال، بل كسب المال وكسب نشأت الذي انضم للفريق بعد فترة قليلة من انتقال الغنام وبثمن أقل وهذا يبيِّن كيفية الفكر الاحترافي الرائع الذي يتعامل به أبناء النادي النموذجي.
إن النصيحة التي تقال لإدارة الشباب وهي تعرف ذلك جيداً هي توقيع عقد احترافي طويل الأجل مع نشأت أكرم لضمان استمراره مع الفريق ومن ثم استثماره بعد أن ينضج ويتقدَّم في العمر قليلاً لتكون الاستفادة منه مزدوجة فنية ومالية، فمثل هذه الفئة من اللاعبين تحتاج إلى رعاية كاملة وإشراف مباشر ومتابعة مستمرة ليواظبوا على التدريبات والمحافظة عليها والاستماع للأجهزة الفنية والإدارية، بعدها ستجد موهبته وقد صقلت وتطورت ونمت لأنه مارس الاحتراف واهتم به وهو في سن التلقي والتي تعتبر الأهم في تاريخ اللاعب الراغب في حفر اسمه وزيادة نجوميته في عالم الكرة.
إن المتابع لمسيرة نشأت أكرم مع منتخب بلاده الأولمبي والأول يدرك حجم الإمكانيات الفنية التي يتمتع بها، وقد شاهده الجميع في كأس آسيا الأخيرة في الصين وكيف تألق وسجَّل في المرمى السعودي، ثم واصل النجومية في اليونان عندما نال المنتخب العراقي المرتبة الرابعة، والآن يواصل التألق مع الشباب، النادي الذي يعرف يستقدم اللاعبين ثم يرعاهم وبعد ذلك يستثمرهم من دون أن تهتز نتائجه، بل إنه ينال الألقاب الكبيرة ويهزم الفرق الجماهيرية، على أرضها وفي ملاعبها وبين جماهيرها، وهذه الصفة يتمتع بها الشباب دون غيره من الفرق لأن التعامل الإداري في النادي النموذجي مع اللاعبين يختلف تماماً عن بقية الأندية. ولهذا تابعوا نشأت الذي حضر للشباب بمقابل مادي قليل ليعوِّض رحيل الغنام الذي انتقل بمبلغ تجاوز (12 مليون ريال) لتعرفوا كيف يفكر الشبابيون الذين يجب الاستفادة منهم في هذا الجانب.
|