نشرت الجزيرة في عددها الجمعة 15 رمضان 1425هـ تحقيقاً عن المتسولين وخلصت فيه إلى أن وعي المجتمع سلبي تجاه ظاهرة التسول.
وفي الحقيقة فالجزيرة أصابت وأحسنت التشخيص والدليل انتشار هذا الكم الكبير من المتسولين في مختلف المدن رغم كل الإجراءات المتخذة ضدهم ومما يعني أن هذه المهنة مربحة ومفيدة لهؤلاء.
ومر بنا قبل أيام مثال حي وواقعي لبعض الذين امتهنوا التسول حرفة للتكسب، فقد كنا في أحد المحلات وإذا بامرأة تدخل طالبة المساعدة وقد أبدى الجميع الاستعداد لذلك انطلاقاً من حالتها السيئة وندائها الحزين ولكن قبل أن يهم أحد بالتبرع لها سألها أحدهم ولماذا تتسولين وماذا تريدين أن تفعلي بالمال؟ وأجابت: لكي أدفع الإيجار: ورد أحد الحضور مبدياً استعداده للتكفل بدفع الإيجار كاملاً للمكتب العقاري، ولكن المرأة رفضت وقالت إن الإيجار يتجاوز ستة وعشرين ألف ريال وقد جمعت نصفه تقريباً وباقي النصف الآخر.
وهنا استغرب الجميع من هذا المبلغ وسألوها أين تسكنين فقالت في المنطقة الفلانية (وهي من أغنى المناطق وكلها فلل) وطلبوا منها أن تسكن في بيت آخر إيجاره أقل ولكنها رفضت علماً أن البيوت المناسبة يتراوح إيجارها بين خمسة آلاف وعشرة آلاف ريال.. وعندها خرجت هذه المرأة من المحل دون أن تحصل على ريال واحد! فكم من متسول على هذه الحال؟
وهل يستحق كل هؤلاء المتسولون الإحسان والعطاء. إنها دعوة للتفكر والتأمل قبل أن نمد أيدينا ونعطي القليل والكثير لهؤلاء الذين لم يستحوا وامتهنوا التسول بدلاً من العمل الشريف.
سعود السويطي/البجادية |