في السنين الأخيرة حصلت تغيرات ثقافية سريعة في العالم على حد سواء نتيجة للتطور الذي حدث في المواصلات والتقنيات بجميع أشكالها ويأتي في مقدمتها (الإنترنت) الذي يلعب دوراً مؤثراً في هذه التغيرات والعالم العربي من خلال منظماته الاعلامية والثقافية وقف عاجزاً في مواجهة هذه التغيرات لأن نظرته دائما دونية للمستقبل مما جعل تأثيرها في الجانب السلبي يكون مؤثراً مع علمنا اليقين ان هناك تباينا في أوعية هذه الثقافات بين دولة نتيجة للاستعمار والتخلف الذي مر به العالم العربي فنظرة إلى التغير الثقافي الذي نعيشه الآن أصبح موجوداً يحس به كل من على هذه البسيطة سواء كان سلبا أو إيجابا فالموروث الثقافي الأمريكي يشاهد في قارات العالم كذلك الأوروبي وبالعكس بالنسبة للموروث الثقافي في الوطن العربي ولكن خصوصيتنا العربية والاسلامية تفرض علينا التعامل مع التغير الثقافي بحذر فالفن ليست كل مجالاته مناسبة لنا كذلك الرياضة فالتحصين الثقافي بالنسبة للعالم العربي والإسلامي لم يكن موجوداً في كثير من مجتمعاتهما ولم يكن هناك تعاون مؤثر حتى بينهما في احتضان الثقافة التي تجمعهما وان وجدت فهي محدودة تنحصر في بعض التظاهرات مثل معارض الكتب ومهرجانات الأغنية فقط واعتقد انه يوجد خلل في كيفية معرفتنا معنى الثقافة لأن الثقافة في رأي علماء الاجتماع حيث انهم يقولون ثقافة شعب من الشعوب تشتمل على كل ما صنعه وابتدعه من الافكار والاشياء وطرائق العمل فيما يصنعه ويجده، إذاً عندما نتعمق في معرفة دلائل هذا التعريف بالرغم من ايجابيته سوف نجد أنه أهمل الكثير من الجوانب الثقافية المهمة ومنها المعتقدات وهذه بالنسبة لنا كعرب ومسلمين مهمة جدا لنا خصوصا إذا تم التعامل معها من جانب تأصيلي باعتبار ان المعتقدات هي التي فيها المقومات السلوكية التي تضمن للانسان التعامل مع الحياة من خلال الفطرة السوية واعتقد ان التأثيرات السلبية أتت بفعل التطورات السريعة التي حصلت مؤخراً في العالم وأصبح التعامل معها بشكل مباشر دون تدخل من الدول لأنه ليس لها حل ولا قوة وأصبح العنصر الذي ممكن أن يلعب دوراً للتقليل من هذه السلبيات هو الفرد خصوصا إذا كان يملك مقومات تؤهله للتعامل مع هذه التغيرات الثقافية باعتبار أن صراع اليوم هو صراع حضارات وقد اتضحت معالم ذلك من خلال أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م مما جعل بعض الحكومات العربية والاسلامية تتصدى لهذه الصراعات بعقد هذه المؤتمرات ويفترض ان تكون هذه المؤتمرات عقدت من سنوات طويلة على غرار المؤتمر الذي نظمته رابطة العالم الاسلامي في التسعينيات الهجرية والذي تم فيه التحاور بين بعض علماء المسلمين والمسيحيين في ايطاليا بالرغم من الصيحات التي كانت ترفض مثل عقد هذه الاجتماعات وخلاصة القول ان ثقافتنا العربية والاسلامية هي التي تملك كل المقومات المؤهلة لاحتضان الثقافات الأخرى وهذا لا يتم الا من خلال اعادة قراءتنا لمفهوم الثقافة وتفعيل أنشطتها في أوجه حياتنا كاملة حتى تنعكس على الآخرين ولا سيما أصحاب الثقافات الأخرى حتى يقفوا على ثقافتنا العربية الاسلامية الأصلية.
|