إن الحديث عن مآثر صاحب السمو سيدي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية - حفظه الله- قد يحتاج منا مساحة أكبر لا نستطيع إيفاءها حقها في مقال كهذا فالمعروف عن سموه أنه يحرص دائماً على أن يكون قريباً جداً من إخوانه وأبنائه مواطني المنطقة من خلال التقائه بهم أو استقباله لهم سواء من خلال مكتبه أثناء وقت الدوام أو مجالسه الصباحية والمسائية التي هي بشكل يومي دون كلل أو ملل.. فنجده يستمع إليهم ويتبادل معهم الأحاديث الودية مما جعل الكل من مواطني المنطقة والمقيمين فيها يحرص دائماً على حضور مجالس سموه والاستماع إلى أحاديثه والاستئناس بآرائه المباركة.. وهذا قليل من كثير أوجزته من خلال مقالي هذا عما لدى سموه الكريم.. فإلى جانب ما يتمتع به سموه من حنكة وتواضع وبعد نظر إلا أن أبرز ما يتميز به سموه إنكاره لذاته وكراهيته للمديح والثناء ذلك أنه يعتبر كل ما يؤديه ويقوم به إنما هو واجب مقدس يحرص عليه كما يحرص على أدائه كما أن سموه يتصف بالبذل والعطاء والكرم فهو يقدم العون والمساعدة للضعفاء والمحتاجين ولا يبتغي من وراء ذلك جزاءً ولاشكوراً إنما يريد مرضاة الله ويطمع في ثوابه.
بالإضافة إلى اهتمام وحرص سموه بمعاملات وقضايا المواطنين ويوجه دائماً إلى سرعة إنجازها وفق النظم والقوانين حتى في الإجازات والعطل الرسمية التي كثيراً ما يحرص سموه على أن يكون على رأس العمل لتسيير وإنجاز المعاملات.
كما لا يفوتني هنا أن أشير إلى الأعمال الإنسانية التي قام بها سموه التي لا يبتغى من ورائها إلا مرضاة الخالق سبحانه وتعالى.. فهناك الكثير من هذه الأعمال المباركة التي قام بها سموه.. فكم من أسرة ترملت بعد وفاة من كان يعولها وإذا بسموه يقف إلى جانبها ويمد لها يد العون والمساعدة من جيبه الخاص وكم من مريض أمر سموه بعلاجه على نفقته الخاصة وكم من سجين كان خلف القضبان مطالباً بدفع دية (ما) وإذا بسموه يدفع عنه تلك الدية المطالب بها ويأمر بإطلاق سراحه وكم من حاج وصل إلى المنطقة من الدول الإسلامية عبر منفذ جديدة عرعر البري وإذا بسموه يأمر بنقلهم إلى المشاعر المقدسة لتأدية مناسك الحج والعودة ثانية إلى المنطقة بعد أن تقطعت بهم السبل وتعطلت الحافلات التي كانت تقلهم من بلادهم إلى المملكة وكان ذلك على نفقة سموه الخاصة.
هذا إلى جانب إنشاء عدد من الجوامع في المنطقة وغيرها التي تجاوزت ال (12) جامعاً ولعل أهمها جامع سموه الكبير الذي أمر بإنشائه على نفقته الخاصة في مدينة عرعر الذي أصبح معلماً إسلامياً يفتخر به بل يحتل المرتبة الثالثة بعد الحرمين الشريفين بشهادة عدد من العلماء والمشايخ والمسؤولين الذين قاموا بزيارته.. فالجامع يقع على مساحة تقدر ب عشرة آلاف متر مربع ويتسع ل عشرة آلاف مصلٍ في وقت واحد كما أن الجامع يشتمل على عدد (5) قبب ارتفاع القبة الرئيسية منها (33) متراً مع الهلال فيما يبلغ ارتفاع القبة الواحدة من الأربع الباقية (26) متراً ويبلغ ارتفاع سقف الجامع (12) متراً بالإضافة إلى منارتين ارتفاع الواحدة منهما (72) متراً إلى جانب مواقف للسيارات تتسع ل (1600) سيارة في آن واحد بالإضافة إلى حديقة سعتها (2500) متر مربع تحيط بالجامع من الخارج.
ويشتمل المشروع أيضاً على عدد من دورات المياه للرجال والنساء منفصلين ويتكون الجامع من اربعة اجزاء شرقية وغربية وشمالية والصحن الرئيسي للجامع ومصلى للنساء يتسع ل (1600) مصلية وسكن للإمام يقع على مساحة (450) متراً وسكن للمؤذن يقع على مساحة (430) متراً ويتكون كل منهما من دورين مع كامل مرافقهما كما أن الجامع يشتمل على مبنى لجمعية سمو الأمير عبدالعزيز بن مساعد الخيرية التي تؤدي رسالتها الإنسانية حيال مساعدة الفقراء والمحتاجين ومكتبة كبيرة تحتوي على أكثر من أربعين ألف كتاب ويتميز المشروع بديكورات ونقوش إسلامية وعدد من الأقواس بالإضافة إلى وجود ثلاثة مداخل رئيسية وقد روعي في تصميم هذا المشروع العملاق النمط المعماري الإسلامي.
كما أن التدفئة للجامع أرضية تعمل بنظام سويدي والتكييف نظام أمريكي بالإضافة إلى العوامل الطبيعية وقد تم تأثيث الجامع بالفرش الفاخر وزود بمكبرات الصوت من النوع الممتاز بالإضافة إلى الإنارة التي شملت الجامع بالكامل ذات النوعية العالمية وتقام في الجامع حالياً عدد من الحلقات التي تعنى بحفظ كتاب الله الكريم ويجد هؤلاء الحفظة كل العون والاهتمام من لدن سموه ويشملهم سموه برعايته من خلال الدعم المادي والمعنوي هذا بالإضافة إلى الجوامع التي أمر سموه بإنشائها على نفقته الخاصة في عدد من مدن ومحافظات ومراكز المنطقة ولعل آخرها الجامع الذي أمر سموه بإنشائه وتأثيثه على نفقته الخاصة بمستشفى سمو الأمير عبدالعزيز بن مساعد الجاري تنفيذه حالياً الواقع على طريق المطار بمدينة عرعر.
بالإضافة إلى دار الفرقان لتحفيظ القرآن الكريم ذات العلاقة بالسيدات التي أمر سموه بإنشائها وتأثيثها على نفقته الخاصة التي تتكون من دورين تشتمل على ستة عشر فصلاً وتقع الدار بجوار جامع سموه الكبير لتكون مقراً لحافظات كتاب الله من بنات ونساء المنطقة والبالغ عددهن حوالي 430 طالبة من مختلف المستويات وكانت عبارة عن خمس حلق مقسمة على حسب المستوى التعليمي ويتولى التدريس والإدارة مجموعة من الأخوات من بنات المنطقة حيث تقوم فكرة الدار على نظام الكتاتيب وهو تعلم القرآن مشافهة مع مراعاة أحكام التجويد وكانت هذه الفترة بمثابة المرحلة الأولى لتأسيس الدار وتضم مقراً للإدارة ومقصفاً ومصلى للنساء كما زودت الدار بنظام صوتي موزع على جميع مرافق المبنى يمكن من خلاله الاستماع للفتاوي عن طريق الهاتف وكذلك الاستماع لإذاعة القرآن الكريم كما ربطت الدار بنظام صوتي بجامع سموه يُمكِّن الدارسات من الاستماع للأذان أو الخطب التي تعقد في الجامع كما يوجد بالدار غرفة خارجية للإشراف ولاستقبال الدعاة والمحاضرين من ضيوف الدار لإلقاء الدروس والندوات ليمكن الدارسات الاستماع بكل يسر وسهولة عن طريق ذلك النظام الصوتي. وتعمل بالدار اثنتا عشرة معلمة ومساعدة ومديرة للدار وقد تم توفير وسيلة مواصلات لمن يعوقهن بُعد المكان عن الالتحاق بالدار.. بعد ذلك جاءت موافقة سموه على إقامة توسعة جديدة للدار والمشتملة على مكتبة ومصلى كبير وحضانة مزودة بمجموعة طيبة من ألعاب الأطفال لتشعر الأم باطمئنان على طفلها الهدف أثناء دراستها لكتاب الله تعالى، كما زودت الدار بمخرج للطوارئ ومع تحقيق الهدف الأسمى من إنشاء الدار وهو تحفيظ كتاب الله تعالى فقد كانت هناك برامج ثقافية مصاحبة للحفظ ودروس في الفقه والحديث وذلك لتحقيق التكامل في العلم الشرعي للنساء.
بالإضافة إلى بعض المرافق الصحية التي أمر سموه بإنشائها بالمنطقة على نفقتة الخاصة وفي مقدمتها مركز سموه لأمراض القلب الذي يتكون من دورين وتأمينه بكل الأجهزة الطبية وتوسعة العناية المركزة وتأمين عدد من وحدات الغسيل الكلوي في مستشفيات عرعر وطريف ورفحاء.. ومن ضمن المشاريع التطويرية التي تشهدها مدينة عرعر ذلك المشروع العملاق المتمثل بميدان سمو الأمير عبدالعزيز بن مساعد الذي تم الانتهاء من تنفيذه مؤخراً على نفقة صاحب السمو أمير منطقة الحدود الشمالية حيث تكفل سموه بجميع تكاليف إنشاء هذا الميدان هدية من سموه إلى أهالي المدينة حيث يتوسط الميدان مدينة عرعر ويقع على أهم تقاطعاتها وأكثرها ازدحاماً بالحركة المرورية ويتكون الميدان من دوار كبير قطره (40) متراً تحيط به مسطحات خضراء وأحواض زهور ويتوسط الميدان برج خرساني بارتفاع (13) متراً ذو طابع معماري مميز يتوسط قمته ساعة مرئية كبيرة من الجهات الأربع وتم إكساء البرج وقمته بالرخام بألوان مختلفة ونُفذت قاعدته على شكل مضلعات هندسية ذات مناسيب مختلفة تمت تغطيتها بالرخام الأخضر والأبيض وسلطت عليها كشافات ضوئية ملونة مما جعلها تضفي على الميدان طابعاً أخاذاً خاصة أثناء الليل.. وبحق فإن الميدان يعد لمسة جمالية وأصبح معلماً يشار إليه بالبنان في مدينة عرعر.
هذا بالإضافة إلى أن سموه - حفظه الله- كان ولايزال يقف وراء تطور وازدهار المنطقة حتى أصبحت من كبريات المناطق في زمن خيالي مواكبة بذلك النهضة الحضارية الشاملة التي تعيشها بلادنا بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي عهده الأمين وسمو سيدي النائب الثاني - حفظهم الله- فهنيئاً لنا بقادتنا الأوفياء الأمناء ونعم الأمير أنت أبا خالد.. ونسأل المولى جلت قدرته أن يجعل كل ما قمتم وتقومون به سموكم من أعمال مباركة وإنسانية في ميزان حسناتكم وأن يمد في عمر سموكم ويسبغ عليكم الصحة والعافية لمواصلة المسيرة المباركة في رقي وتطور المنطقة وخدمة أهاليها وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والرخاء والاستقرار في ظل القيادة الحكيمة إنه سميع مجيب.
|