كلمة جميلة، لها بُعدها العاطفي العميق، كلمة لها شذاها الذكيُّ الأخّاذ، كلمة تجلو القتام، وتخفِّف الآلام، وتزيل عن الأذهان غشاوة الأوهام، كلمة تقرب البعيد، وتسهّل الصّعب، وتيسّر العسير.
(أحبك) إعلانٌ جميل يمكن ان يشيع به التفاهم بين العالمين، (أحبك) وسامٌ ثمين يعلّق على صدر من يستحق جماله وقيمته الكبيرة.
ما أجمل ان تطير هذه الكلمة في أجوائنا دائماً كما تطير الفراشة الملوّنة الساحرة، وما أجمل ان تنساب إلى قلوبنا من خلال مسامعنا كما ينساب النسيم العليل في صبيحة يومٍ ربيعي جميل.
إعلان (الحب) لمن يستحق الحبَّ سمةٌ من سمات الصادقين المصلحين، الذين يشعرون بلذّة الحب وقيمته.
(إذا أحبَّ أحدكم أخاه فليخبره أنه يحبّه) هذا توجيهٌ نبويٌّ كريم فيه دعوة واضحة إلى نشر هذه الكلمة الجميلة الرشيقة، العذبة الأنيقة.
قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: إنني أحب فلاناً، فأمره عليه الصلاة والسلام ان يخبره بذلك.
(أحبك) قلها وأنت مشرق النفس لأهلك، وكلِّ من يخفق قلبك لهم بالحب، وضّعها حيث يجب ان توضع من الصفاء والنقاء، والسلامة من غَبَشِ الأهواء.
قلها لأبيك وأمك وزوجتك وأولادك، وعلّمهم كيف يقولونها.
(أحبك) قوليها أيتها المرأة، واضحةً جليّةً لمن يخفق لهم قلبك فإنك ترسمين بها أجمل اللوحات في منزلك، وتمنحين بها السعادة لمن توجهينها إليهم، قوليها لزوجك فإنها جديرة بأن تهزّه من الأعماق.
(أحبك) ما أجمل ان تستأنس بها مسامع الآباء والأبناء والأمهات، والأهل، والأزواج، والأحباب الذين يستحقون أن تخفق لهم القلوب، وتنشرح بهم الصدور.
قال عمرو بن العاص رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب الناس إليك؟
فكان الإعلان النبوي العظيم للحب الذي كان يحمله في قلبه الطاهر عليه الصلاة والسلام، قال: عائشة، قال عمرو: ومن الرجال؟ قال: أبوها..
هنيئاً لأمنا عائشة الصديقة، وهنيئاً لأبيها الصدّيق.
إعلان للحب بلا مداجاة ولا مواربة، كلّنا نتحدّث عن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهله جميعاً، وكلُّنا نعلم بحبّه المتميّز الكبير لعائشة رضي الله عنها، لأن الحب الصادق الطاهر النقيُّ يستحق أنْ يُعلن ويشاع بين الناس.
أقول لكلِّ من لم يطوّع لسانه لها:
قُلها، وسوف ترى.
إشارة
كبر الحبُّ في الفؤاد وأضحى
شامخاً لا يصحُّ منه الجنوحُ |
|