*** ما التقى البياض والسَّواد إلاَّ كان الحدُّ بينهما خيطاً زمنيَّاً...
دليل قدرة الله تعالى في خلقه...
من يعبر بآياته ولا يسجد؟
*** بين الحقِّ والباطل قدرة الإنسان على نفسه، متى يمكنك أن تقوى على نفسك؟
هذا لكم أمَّا ما هو لي فأقول:
*** كتبت مها صالح الخالدي: (هذه الرِّسالة الثَّالثة التي لم يأتني منك رد وأكتبها بحلم أن يكون اسمي واحداً ضمن الأسماء التي تجيبين عليها. المهم يا كاتبتي أنَّني أعاني من حب القراءة، وأقوم بإجهاد نفسي في إعادة تلخيص جميع ما أقرأ إمَّا بالكتابة له في صفحات من دفاتر اكتظت بها أدراجي، أو أسمعها لأفراد أسرتي الذين يتَّهمونني بالجنون وباتوا يتضايقون مني.. فهل فيما أفعل خطأ؟ وما الذي أفعله فيما أقرأ وألخِّص؟).
*** ويا مها، هذه الرَّسالة الأولى التي تصلني منك، وما تعوَّدت إهمال رسالة إلاَّ أنَّ كثرة الرَّسائل تعيقني عن الوفاء لأكثرها. أمَّا عادتك في القراءة والتَّلخيص فهي مفيدة ومثرية لذخيرتك، وهذه مؤونة المثقَّف. غير أنَّك تحتاجين إلى تنظيم وتقليم لهذه العادة، إذ أجريها على ما تقرئين ويستحقُّ الحفظ في شكل تلخيص، أمَّا أنَّ تفرضي قراءتها على مَن حولك فعليك الإقلاع عن هذا لأنَّك تسبِّبين إرهاقاً وتستولين على وقت غيرك. إلاَّ متى كان ذلك إمتاعاً لأي منهم.
*** كتب محفوظ بن صالح العمودي: (تابعت ما كتب في هذه الزَّاوية عن المرأة وما تتعرَّض له من ضغوط اشتدَّ أوارها في الفترة الأخيرة، وقد سعدت بما قرأت وأسأل الله لك الثَّبات. لكن السُّؤال الذي أودُّك أن تجيبي عنه يا عزيزتي هو: كيف يمكن الوصول إلى قناعة المرأة بأنَّ أكثر ما يُطلب منها الآن ستكون نتائجه سالبةً عليها في المستقبل؟ لك تقديري واحترامي).
*** ويا محفوظ، شكراً لكلِّ شيء، أمَّا الوصول إلى قناعة المرأة فثق أنَّ ما يُكتب وما يُقال، وما يصل إلى النَّساء شيء منه يستقرُّ في نفوسهن، وأكثره يتطاير هباءً إلاَّ من هدى الله تعالى. لكن المجتمعات البشرية اعتادت على نتائج طبيعية تلحق بمسيراتها المرحلية، وفي النَّهاية تقوم الحضارات، وتنشأ المجتمعات، وتتبدَّل التنظيمات وفق دولبة الحياة وما ينتجه عمل الإنسان فيها. ويبقى النُّور لكلِّ تجربة لم تخرج عن إطار التَّشريع، ولا تخل بتشريعات الله تعالى وهدي رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم المنبثق عنها.
إلى:
- سامية الحمد: سأحرص على حضور دعوتك في حينها لكن لم تذكري لي اسم الجامعة ولا موعد التخرُّج. ولك تقدير يماثل تقديرك. وود يقابل ودَّك.
- عبد العزيز موسى الجار الله: لكثرة ما يطرأ من أفكار يحدث أن تتقدَّم واحدة الأخرى. أنت قارئ حصيف وإنّي أقدِّر أمثالك.
- ابتسام علي جمال: لا بأس، يمكنك تزويدي بجميع محاولاتك. وأعدك أن أمنحك شيئاً غير قليل من الوقت والاهتمام.
(*) عنوان المراسلة: الرِّياض 11683 - ص.ب 93855 |