* أبوظبي الطيب محجوب - ا ف ب:
يتوقع أن تتم خلافة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في رئاسة الإمارات العربية المتحدة بلا مشاكل غير أن التنافس سيظل قائما ليس فقط داخل أسرة آل نهيان الحاكمة في أبوظبي بل أيضا مع أسرة آل مكتوم التي تحكم إمارة دبي الطموحة التي تشهد نموا وازدهارا كبيرين.
وينص دستور الإمارات على أن خليفة الشيخ زايد الذي توفي مساء أمس الثلاثاء يتم تعيينه من قبل أعلى سلطة قرار في الإمارات أي المجلس الأعلى للاتحاد الذي يضم حكام الإمارات السبع (أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة ورأس الخيمة وأم القيوين) .
وكانت هذه الهيئة العليا تعمل باستمرار بشكل جيد وذلك في ظل السلطة السياسية والمعنوية والمالية للشيخ زايد باني الفدرالية و(والد الأمة).
ومن المقرر أن يخلف ولي عهد أبوظبي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان النجل الأكبر للشيخ زايد بين أولاده ال19، منطقيا والده على رأس إمارة أبوظبي الأغنى بين الإمارات السبع، بفضل النفط، وبالتالي على رأس الدولة الاتحادية.
بيد أن مصادر دبلوماسية أشارت إلى أن على الشيخ خليفة المتقدم نسبيا في السن والذي تشير بعض المصادر إلى اعتلال صحته، أن يأخذ في الاعتبار وجود أخيه غير الشقيق الشيخ محمد بن زايد ابن الزوجة الأقرب إلى الشيخ زايد الشيخة فاطمة، والذي عين في تشرين الثاني- نوفمبر 2003 في منصب نائب ولي عهد أبوظبي.
والشيخ محمد نائب ولي العهد، أقرب إلى الغرب من الشيخ خليفة الذي يعرف بعلاقته الوطيدة مع القبائل. وقد فرض الشيخ محمد نفسه كمخاطب مسموع في الخارج وخاصة في الغرب.
ويضيف دبلوماسيون أن الشيخ محمد وإن لم يبدر منه ما يشير إلى سعيه إلى خلافة والده فإنه يظل الرجل القوي في أبوظبي.
وأوضح هذا الدبلوماسي أنه (من الناحية الشكلية الخلافة ستتم في كنف احترام التقاليد وسيخلف الشيخ خليفة والده) على رأس الدولة، معتبرا أن السلطة الحقيقية ستكون بين يدي الشيخ محمد بن زايد.
وأضافت المصادر ذاتها أن ثقل أسرة آل مكتوم التي تحكم دبي ثاني أغنى الإمارات السبع سيكون له أيضا أثره على تقاسم السلطات الاتحادية مستقبلا. وحاكم دبي الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم الذي يشغل أيضا منصبي نائب الرئيس ورئيس وزراء في الدولة الاتحادية والمولع بالخيول لا يبدو مهتما كثيرا بلعبة السياسة.
وفي المقابل فإن شقيقه الشيخ محمد ولي عهد دبي ووزير الدفاع الإماراتي يبدو الرجل القوي في الإمارات والساعي إلى وضع الإمارات على درب النمو والتطور.
غير أن دبلوماسيا رأى (أن الثروة النفطية لأبوظبي ستضمن لهذه الإمارة الاستمرار في رئاسة الإمارات (لأن) ثروة دبي القائمة على الخدمات تظل هشة إلى حد ما) أمام التقلبات.
وتنتج أبوظبي حوالي 90 بالمائة من إنتاج الإمارات من النفط الخام البالغ حاليا2.5 مليون برميل يوميا. فقد تم تغيير وزاري غداة الوفاة وذلك بتعيين الشيخ سيف بن زايد آل نهيان الذي كان وكيل وزارة الداخلية، وزيرا للداخلية، وعين الشيخ منصور بن زايد الذي كان مدير مكتب رئيس الدولة، وزيرا لشؤون الرئاسة وهي حقيبة وزارية جديدة.
|