بين اتحاد الاتصالات وملايين الغماس
محمد بن سليمان الضالع

خلال الأسبوع الماضي كانت هناك حركة غير طبيعية.. خصوصاً في سوق المال والأسهم والاكتتاب..
في الأسبوع ذاته عادت صلة الرحم لدى البعض بالرغم من انقطاعها سنين.. وفيه ارتفعت أسهم الحب حتى وصلت لحد الهيام بمديري البنوك وموظفيها.. وفيه دخل بعض الناس عالم التجارة عبر بوابة السوق السوداء..
وفي الأسبوع نفسه أصبح الكل مفتياً ومتحدثاً في التجارة وشؤون المال.. وفيه حفظت أرقام بعض العلماء وطلبة العلم..
أدركت كل هذه التداعيات حينما انهالت علي الاتصالات والزيارات من كل حدب وصوب للسلام علي والاحتفاء بي.. وبعد ذلك وعلى استحياء سؤال مفاده: هل اكتتبت في اتحاد الاتصالات؟ وعندما يكون الجواب بالنفي تزداد الأواصر ويتغلغل الحب ليأتي بعده السؤال الأهم: إذاً ليس لك حاجة بدفتر العائلة؟!
هذا (الاتحاد) الذي أغرى كل الناس بالتوجه إليه حتى لو استلفوا.. وأرغم البنوك على زيادة فترة العمل حتى يوم الجمعة.. وأرغمها أيضاً على إيقاف فتح الحسابات لكائن من كان إلا بعد نهاية الأزمة نظير الصراع المرير والاصطفاف الذي لا نهاية له عند باب كل بنك يؤكد بأننا شعب نطير (بالعجة) دون تمحيص وتدقيق وحساب للنتائج.. هذا الحال مع اتحاد الاتصالات كيف سيكون مع (بنك البلاد)؟؟!!
وعلى الرغم من هذا الاستنفار العظيم والفوضى العارمة والفرصة السانحة ليكون الشخص رجل مال وأعمال بين عشية وضحاها ليبدأ بعدها بفتح المساهمات والبيع والشراء في العقار إلا أن هناك أناساً لم يعيروا ذلك كل اهتمام بل اتجهوا لما هو أبقى متمثلين {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} فدخلوا في تجارة مع الله راغبين فيما عنده.. فقدموا أموالهم في سبيله.. أعطوا وما بخلوا.. بذلوا ولم يقصروا.. وممن ضرب أروع الأمثلة في هذا الجانب وأرغم نفسه وكبت هواه الشيخ حمد بن محمد الغماس، عندما أدرك قول الشافعي: