* بغداد - د. حميد عبد الله:
مازال الشريف علي بن الحسين ملكاً مع وقف التنفيذ، ومازال نصفه مع الحكومة ونصفه الآخر مع المعارضة، وما زال مؤيداً لإسقاط صدام لكنه معارضاً للاحتلال ومعترضاً على تصرفات المحتلين.
رفض راعي الملكي الدستورية الانضمام الى مجلس الحكم النمحل لاعتقاده ان ذلك المجلس هو مجلس مصنوع ومسلوب الإرادة ولا يعدو كونه دمية بيد المحتل لكنه وافق على ان ينضم إلى البرلمان العراقي المؤقت ففجع ان البرلمان لا يختلف كثيراً عن مجلس الحكم!!فوصفة بأنه برلمان الحكومة وليس برلمان الشعب كون كتلة الحكومة هي التي تهيمن عليه وتسيره بالاتجاهات التي تريدها الحكومة.
وأوضح سليل العائلة الملكية في العراق في حديث خاص ل( الجزيرة ): إننا رفضنا المشاركة في مجلس الحكم لقناعتنا أن ذلك المجلس لايمثل تطلعات الشعب العراقي وهو صناعة أمريكية 100%، وقد اعتقدنا ان البرلمان المؤقت سيتوافر على قدر من المشروعية لكننا فجعنا بعملية تزوير واسعة دبرتها الحكومة من خلال إدخال 200 شخص أضيفت أسماؤهم إلى قائمة المسموح لهم بالانتخاب وسلمت القائمة إلى الحراس الأمريكان الذين كانوا ينظمون دخول المشاركين في الانتخابات وقد اسهم هؤلاء الدخلاء في ترجيح كتلة الحكومة وكانت عملية التزوير واضحة للجميع مشيراً إلى 80% من أعضاء البرلمان هم من كتلة الحكومة وما تبقى هم من المعارضين الذين وافقت الحكومة على تمثيلهم في البرلمان. وقال الشريف علي ان كتلة الحكومة لاتسمح للبرلمان بمناقشة القضايا الجوهرية المصيرية في العراق مثل قصف المدن بالطائرات الأمريكية، موضحاً ان بعض أعضاء البرلمان قد طالبوا باستدعاء وزيري الدفاع والداخلية للوقوف على أسباب المجازر التي تحدثها القوات الأمريكية في الفلوجة وتلعفر ومدينة الصدر لكن الحكومة لا تريد الحديث عن هذا الموضوع لأنها طرف فيه وما يجري من مذابح يجري بعلم الحكومة وبمشاركتها، مشيراً إلى ان الطائرات الأمريكية تقصف بيوت العراقيين الآمنين بسبب وشايات كاذبة يقدمها المغرضون وكأننا نعيد تجربة كتابة التقارير في زمن صدام !!
وأشار الشريف علي إلى ان الحكومة العراقية لا تريد التوصل إلى حلول مع فصائل المقاومة لانها تهدف إلى إخراج المقاومة من العملية السياسية لكي لاتكون منافساً حقيقياً ومحرجاً لها في الانتخابات القادمة مؤكداً ان الملكية الدستورية اجرت اتصالات مع بعض قيادات المقاومة ونقلت مطالبهم ووجهات نظرهم إلى الأمريكان لكن لا الحكومة ولا قوات الاحتلال على استعداد للتوصل إلى اتفاق حقيقي مع المقاومة في حين أعلنت بعض فصائل المقاومة عن استعدادها للتخلي عن السلاح إذا توسعت قاعدة المشاركة الشعبية لكن الأمريكان يريدون الاعتماد على أصدقائهم الذين لايمتلكون امتدادت شعبية وعمق جماهيري في المجتمع العراقي!!!
وعن إمكانية إجراء الانتخابات في العرق في موعدها قال الشريف: الانتخابات ممكنة لو أراد لها الأمريكان ان تجري لكنهم لا يريدون إجراء انتخابات نزيهة لان صناديق الاقتراع ستلفظ أصدقاء الاحتلال وستأخذ القوى الوطنية الحقيقية مكانها الطبيعي لذلك بدأ الأمريكان يتحدثون عن ( الانتخابات الموجهة ) التي يريدون توجيهها بالنحو الذي يخدم أهدافهم ومصالحهم مشيراً إلى ان وجود 150 ألف جندي أجنبي و150 ألف من الشرطة والحرس الوطني يكفي لتوفير الأجواء الآمنة لإجراء الانتخابات إذا رغب الأمريكان بذلك ولكنهم غير جادين ولا راغبين في انتخابات نزيهة!!
وعن كلمة رئيس الوزراء العراقي أمام الكونغرس الأمريكي قال الشريف : استمعت إليه فظننت انه يتحدث عن بلد آخر غير العراق موضحاً ان فوز جون كيري في الانتخابات الأمريكية يجعل الأمريكان يبدأون من الصفر في العراق لتتكرر المآسي نفسها وربما بنحو أسوأ واكثر سوداوية!!
|