Wednesday 3rd November,200411724العددالاربعاء 20 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "فـن"

ماذا بعد للحمود وليلى الهلالي؟! ماذا بعد للحمود وليلى الهلالي؟!
(خارطة أم راكان) مسلسل للإخفاقات المستمرة لعامر الحمود

* رؤية وتحليل - علي العبد الله:
أي عمل درامي يجب أن يُبنى على أسس سليمة وإذا لم يستطع المخرج أن يعده بالشكل المطلوب فمن الصعب جداً أن يصل للمشاهد وهذا هو المأزق الذي يقع فيه المخرج (عامر الحمود) في معظم أعماله فهو لا يحسن قراءتها برؤية إخراجية فيها خيال وحس درامي، والمشكلة أننا في كل سنة نتفاءل ونتمنى أن يتجاوز عامر هذا المأزق ويتدارك السلبيات الكبيرة التي وقع فيها بالأعمال السابقة له، كي نرى عملاً جديداً أقل ما يُقال عنه أنه متقن، ولكننا نفاجأ بعمل مهترئ درامياً وهذا ما شاهدناه في مسلسل (خارطة أم راكان).
المخرج
كما هو معروف بأن المخرج سيد العمل الدرامي وصاحب القرار الأول والأخير فيه، ويستطيع ان يضيف بلمساته الابداعية الكثير والكثير له، فمنذ استلامه للنص يبدأ ببلورة فكرة العمل ووضع خطوطه الرئيسة وما يتبعها من متطلبات متعلقة بالأحداث، وقياساً على خبرة عامر الحمود ممثلة بالاعمال العديدة التي أخرجها من المفترض ان يملك القدرة الكاملة على (غربلة) النص وتعديله مهما كان فيه من عيوب وسلبيات، ومع هذا لم نر أي تغيير في الأسلوب الاخراجي لدى عامر منذ الحلقة الأولى للمسلسل وتحديداً مشهد (عشة الحمام) وما تبع ذلك من ردود فعل متكلفة من الابناء ولقطات تصويرية مبالغ فيها ومشاهد لا داعي لها.
القصة
أكاد أجزم أن قصة خارطة أم راكان لا وجود لها إلا في خيال الكاتبة (ليلى الهلالي) بينما على أرض الواقع لا أعتقد أبداً أن هناك طاعة عمياء من قبل رجال كبار لزوجة أبيهم (المستبدة) وهذا ما حاولت اقناعنا به وبسطحية كاتبة السيناريو والحوار دون وعي منها أي أن الفكرة المطروحة يجب أن تكون قابلة للتصديق ومحددة، وإذا افترضنا جدلاً أن القصة واقعية، فلم تنجح الكاتبة في صنع حوار يعزز من بناء هذه القصة فمثلاً في أحد المشاهد نرى الفنانة (زينب العسكري) برفقة شقيقتها (ميس) في حديقة المنزل وتعبران عن اعجابهما بأحد أسراب النمل بحوار تافه لا يخدم المتلقي في شيء، ولا يحرك عجلة الصراع الدرامي في العمل، ناهيك عن الحوارات المملة والمكررة.
الشخصيات
ظهر لنا الممثل (جعفر الغريب) بدور زوج (أم راكان) ورب الأسرة متقمصاً شخصية مركبة فيها خاصيتان.. الأولى: انصياعه لأوامر زوجته والثانية فرض هذه الأوامر على أبنائه، ولكن جعفر بدا متكلفاً في صوته وأدائه وفي حركاته، أما الشخصيات الأخرى فلم يوفق المخرج في اختيار بعض الفنانين فمثلاً لا أدري لماذا وقع اختياره على الفنانة (ميس) مع أنها لا تجيد اللهجة السعودية بشكل واضح ولم يتناسب دور الابن الأكبر (لأم راكان) مع الفنان عبد الرحمن العقل.
الأحداث
عندما لا يكون هناك تسلسل منطقي للأحداث أو نرى انتقالاً مفاجئاً لها، يساهم هذان الامران في تشتيت ذهن المشاهد وبالتالي عدم قدرته على التفاعل او الانسجام مع هذه الأحداث وهذا ما لاحظناه في المشاكل التي حدثت بين (سالم) وعائلة (أم راكان)، وكان حرياً بالكاتبة ان تنتبه جيدا لهذه المسألة المهمة لا سيما انها تملك الخبرة التي تساعدها على تلافي مثل هذه الاخطاء الكبيرة إضافة الى ان المخرج عامر ما زال يعيش بعقلية الإخراج القديمة المعتمدة على المدرسة المصرية فترة الثمانينيات من حيث زوايا الكاميرا والمشاهد ولم يتفاعل مع الأفكار الجديدة إلا في حدود ضيقة جداً.
ماذا بعد؟!
سؤال يطرح نفسه بعد الاخفاقات المستمرة التي شاهدناها من قِبل الكاتبة ليلى الهلالي وزوجها المخرج عامر الحمود؟!
أما آن الأوان ليفكرا بعمق لنرى عملاً تُحترم فيه عقلية المشاهد؟ هذا ما نتمناه منهما؟


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved