في مثل هذا اليوم من عام 1942 استطاع الجنرال البريطاني مونتجومري هزيمة ثعلب الصحراء الفيلد مارشال الألماني روميل في معركة العلمين شمال غرب مصر، وهي المعركة التي كانت نقطة تحول أساسية في سير معارك الحرب العالمية الثانية بشكل عام وفي معارك شمال إفريقيا بشكل خاص.
تولى الجنرال بيرنارد لو مونتجومري قيادة القوات البريطانية في مصر في الثاني عشر من أغسطس 1942 بعد سلسلة الهزائم التي تعرضت لها هذه القوات أمام القوات الألمانية بقيادة روميل، حيث اضطر رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل إلى عزل الفيلد مارشال أوذلك قائد القوات البريطانية في شمال إفريقيا وتعيين الجنرال جوت بدلاً منه.
ولكن الجنرال جوت لقي مصرعه وهو في طريقه إلى القاهرة لتولي منصبه فخلفه مونتجومري.
كانت قوات المحور بقيادة روميل تتكون من خمس فرق مشاة وفرقتي مشاة محمولة وفرقة مظلات وأربع فرق مدرعة.
ورغم ذلك فقد كانت أقل في العدد والعدة من قوات الحلفاء بسبب اختلاف التنظيم العسكري لدى الجانبين.
وعانت القوات الألمانية قبل بدء القتال من ضعف خطوط الإمداد والتموين بسبب سيطرة الحلفاء على البحر المتوسط مما أدى إلى تدمير أغلب سفن الإمداد القادمة لقوات المحور في شمال إفريقيا من أوروبا.
وقد بدأت هذه المعركة في الثالث والعشرين من أكتوبر 1942 بهجوم بريطاني كان الأول من نوعه منذ بدء معارك شمال إفريقيا، فقد كانت خطط الحلفاء قبل معركة العلمين تعتمد على أساس الدفاع ومنع تقدم قوات المحور نحو قناة السويس، ولكن مونتجومري قرر تبني سياسة هجومية تعتمد على حشد أكبر قدر ممكن من القوات في مواجهة القوات المعادية.
في الوقت نفسه اضطر روميل إلى تبني موقف دفاعي بسبب النقص الحاد في خطوط الإمداد والتموين لديه سواء فيما يتعلق بالذخيرة والأسلحة أو حتى في الوقود، الأمر الذي لا يتيح له المناورة من الحركة التي كانت تمثل أبرز مهارات روميل على الإطلاق والتي كانت السبب وراء إطلاق لقب ثعلب الصحراء عليه.
وكما يقول المثل فإن الكثرة تهزم الشجاعة، فقد أدى التفوق الكمي والنوعي للقوات البريطانية إلى هزيمة القوات الألمانية رغم كل المناورات البارعة التي لجأ إليها روميل وإدارته الممتازة للمعارك، وبهزيمة الألمان والطليان في معركة العلمين فقدت قوات المحور سيطرتها على شمال إفريقيا سريعاً، حيث بدأت تتراجع في اتجاه ليبيا وقوات الحلفاء تضغط عليها من الشرق باستمرار. في الوقت نفسه كان قسم آخر من قوات الحلفاء يهاجم المحور من الغرب من سواحل المغرب العربي.
وبهزيمة روميل في معركة العلمين أدرك أن كل مجده العسكري قد انهار فلم يجد أمامه سوى الانتحار لينهي حياته.
|