في مثل هذا اليوم من عام 1914 أعلنت روسيا الحرب على تركيا بعد يومين فقط من إعلان تركيا دخول الحرب العالمية الأولى إلى جانب النمسا وألمانيا ضد فرنسا وبريطانيا وروسيا.
كانت الدولة العثمانية تلفظ أنفاسها الأخيرة عندما اشتعلت الحرب العالمية الأولى في أوروبا. وتصورت هذه الدولة أن الانحياز إلى جانب ألمانيا والنمسا يمكن أن يضخ فيها دماء الحياة من جديد خاصة وأن فرنسا وبريطانيا وروسيا كانت قد اقتطعت أجزاء كبيرة من الإمبراطورية العثمانية في السنوات التي سبقت الحرب.
وما أن أعلنت تركيا دخولها الحرب في الحادي والثلاثين من أكتوبر عام 1914 حتى سارعت روسيا بإعلان الحرب ضدها وغزت شرق الاناضول التركية.
ومع دخول تركيا الحرب عقدت روسيا وبريطانيا وفرنسا اتفاقا سريا لتقسيم الممتلكات التركية بين الدول الثلاث بعد انتهاء الحرب. وكانت بريطانيا وفرنسا قد بدأت فكرة تقاسم مناطق النفوذ التركية من خلال اتفاقية سايكس- بيكو السري. وعندما علمت روسيا به هددت بكشفه والانسحاب من الحرب العالمية الأولى فقررت الدولتان إعادة رسم خطط التقسيم.
استمرت الحرب التركية الروسية حتى قيام الثورة الشيوعية في روسيا في أكتوبر عام 1917 حيث أعلنت الحكومة الشيوعية الانسحاب من الحرب التي كانت تراها حروب بين قوى استعمارية بهدف توزيع مناطق النفوذ الاستعماري. كما كشفت الحكومة عن الاتفاقات السرية لتقاسم مناطق النفوذ التركي بين الدول الثلاث.
ولم يساعد انسحاب روسيا من الحرب تركيا في الحفاظ على ممتلكاتها خاصة في العالم العربي. فقد انتهت الحرب العالمية الأولى بهزيمة محور ألمانيا والنمسا وتركيا وإيطاليا. واستولت فرنسا وإيطاليا على الولايات التركية في الشام حيث حكمت فرنسا لبنان وسوريا وحكمت بريطانيا العراق وفلسطين بهدف إقامة وطن قومي لليهود بموجب وعد بلفور.
|