في مثل هذا اليوم من عام 1986 فجرت مجلة الشراع اللبنانية فضيحة إيران كونترا جيت، التي أطاحت بالعديد من الرؤوس الكبيرة في إدارة الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت رونالد ريجان، وفي مقدمتهم أوليفر نورث مساعد الرئيس لشئون الأمن القومي. فقد كشفت المجلة اللبنانية مدعومة بالوثائق النقاب عن قيام الإدارة الأمريكية ببيع أسلحة إلى إيران التي كانت تخوض حربا ضد العراق ولا تقيم أي علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه تحول هذه الإدارة الأمريكية عائدات هذه الصفقات لتمويل متمردي الكونترا في نيكاراجوا على الرغم من الحظر الذي يفرضه الكونجرس الأمريكي على تمويل هذه الحركة.وبعد وصول ريجان وبوش إلى البيت الأبيض استمرت العلاقة السرية بين واشنطن وطهران، والتي كانت قد بدأت أثناء أزمة رهائن السفارة الأمريكية في طهران.
وفي عام 1985 اقترح مسئول إسرائيلي صفقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران تزود بمقتضاها أمريكا إيران بالأسلحة التي تحتاج إليها في حربها مع العراق مقابل إطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين كرهائن في لبنان في ذلك الوقت. وبالفعل وافق الرئيس ريجان على الفكرة ووصلت أول طائرة محملة بالأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل ومنها إلى طهران في الثلاثين من أغسطس عام 1985. وبعد ذلك بأسبوعين أطلق سراح أول رهينة أمريكي في إيران.
وفي الخامس من ديسمبر عام 1985 وقع الرئيس ريجان أمرا لاستمرار الصفقة تحت اسم (صفقة الأسلحة مقابل الرهائن). وفي السابع عشر من يناير عام 1986 وقع الرئيس ريجان أمرا للمخابرات الأمريكية بتحويل عائدات مبيعات هذه الأسلحة إلى متمردي الكونترا في نيكاراجوا بأمريكا اللاتينية مع إبقاء هذه العملية سرا على الكونجرس الأمريكي.
ثم فاجأت مجلة الشراع اللبنانية في نوفمبر 1986 بتفجير هذه القضية التي أثارت جدلا واسعا في الولايات المتحدة، وأجرى الكونجرس تحقيقات موسعة شملت العديدين من مسئولي إدارة الرئيس ريجان.
|