* د.محمد فوري ابو الدهب (*) :
لغة العيون تغني في الكثير من الأحيان عن الكلام، وكما يقال: إن العين مرآة للروح ومن نظرة العين يمكن التعرف على الكثير من حالة الشخص، وقد تغني نظره عن ألف كلمة أو هكذا يقولون.. ولكن الحال بالنسبة لأطباء العيون مختلف قليلا حيث ينظرون إلى العين باعتبارها واحدة من أهم حواس الإنسان التي حبانا الله بها التي يجب المحافظة عليها تشريحيا ووظيفياً لتقوم بأداء وظيفتها على أكمل وجه، وسبحان الله الخالق فإن تركيب العين شيء فريد وتشريحياً مُراعى فيها أدق التفاصيل، وكل جزء فيها مصمم خصيصاً لأداء وظيفته على أكمل وجه، فالجفون مثلاً لها تركيبها الخاص ولها دور حيوي في الحفاظ على سلامة العين من العوامل الخارجية، وكذلك الحفاظ على توزيع الدموع بصورة سليمة بحيث تضمن الحماية الكاملة للعين، وعند إصابة الجفن بأي من الإصابات الخارجية أو عوامل مرضية يجب الإصلاح فوراً وقد يحدث أحياناً أن يصاب الجفن بترهلات أو انتفاخات، ومع التطور الحديث في جراحات العين وتطبيق استخدام الليزر أمكن التخلص من الكثير من هذه العيوب للمحافظة على سلامة العين أولاً، والمحافظة على الشكل الخارجي الجمالي للعين، وهذه الجراحات أصبحت تجرى بأمان ودقة بفضل التطور السريع في الجراحات الميكروسكوبية وتقنية الليزر وهي تجرى تحت مخدر موضعي ويستطيع المريض الخروج في نفس اليوم بدون الحاجة إلى تنويم أو خلافه (وحتى الحالات الأصعب في إصابات العين أمكن تصحيحها جراحياً، وذلك مثلاً في حالات الإصابة الشديدة للعين) ومن الجديد في عمليات العيون هو العيون الصناعية المتحركة التي يتم زراعتها داخل العين حيث شهدت تطوراً كثيراً وبدلاً من زرع عين من الزجاج أو السيليكون يتم الآن زراعة عين صناعية مستخرجة من أعشاب البحر المعروفة بالمرجان وهي طبيعية ولا يرفضها الجسم وتصبح جزءا منه، وتأخذ شكل العين السليمة، وتكاد لا تكون ملحوظة ولا يزال طب العيون وجراحته تشهد تطوراً مستمراً يوماً بعد يوم لتحقيق أفضل النتائج التي تفيد مرضى العيون ليتمتعوا بعيون سليمة وإبصار قوي بإذن الله تعالى وتوفيقه.
(*) استشاري طب وجراحة العيون وزميل كلية الجراحين الملكية بإنجلترا
مستشفى المركز التخصصي الطبي
|