شبِيهةُ الأرضِ في أسْمَى معانيها
أنِيسَةُ الدَّهْرِ ما أحْلى أمانِيهَا
شاخَ الزَّمانُ تخلَّى عنْ نَوائِبِهِ
لها لِتَرفَعَهَا عَمَّنْ يُعانِيها
فَفِي أنَامِلِ يُمْناها بَشَائِرُهُ
مِثل النَّوارِسِ تَسْتَهْوِي مَوانِيها
وفي بَساطتِها التَّوفيقُ مُنْبَسِطٌ
به القديرُ أزاحَ الكِبْرَ والتِّيها
محاسِنُ الأرض بالتحْديدِ تُشْبِهُهَا
وكلُّ رائِعةٍ فيها تُواتِيها
هِي القديرةُ في إسْعادِ أُسْرتِهَا
هي الجديرةُ والتقْديرُ يَعْنِيهَا
هِي الصَّبُورُ فمنْ في الصَّبرِغالبها
هي الشَّكُورُ فَطِيبُ اللَّفْظِ يُغْنِيهَا
مَنْ يستطيعُ مُجاراةَ التي ا نْبعَثَتْ
بِخفَّةِ الروح في مَجْرى ثوانِيها ؟
مْنْ لا يَرى قلْبُهُ آثارَ طِيبَتِهَا
مِثْل الورودِ يَكادُ اللَّحظُ يَجْنيها ؟
تِلك الحليمةُ في شتَّى مَواقِفِهَا
بِقَدْرِ طِيبَتِها ازْدادتْ تَهانِيها
تِلك الرَّحيمةُ والرَّحمانُ ألبَسَهَا
ثَوْبَ الحَيَاءِ بِهِ خُصَّتْ غَوانيها
أمَدَّها الله بِالتَّقْوى وزيَّنَهَا
مِنِ ابْنِ آدمَ لا تحْتاجُ تنْوِيها
تَظَلُّ كالشمسِ جدْوى للْحياةِ وَلَوْ
رُمْنا لِصُورتِها طَمْسًا وَتَشْوِيها
دُومي بنُور الرِّضا في الأرضِ بَاسمةً
وَطَِّيبي جَوَّها بالعِطْرِ وارْوِيها