كيري يتهم بوش بالإخفاق في الحفاظ على سلامة أمريكا
الديون وعجز الموازنة يحكمان توجهات الناخبين الأمريكيين

  * واشنطن - نيويورك - الوكالات:
رغم ميزانيات الدعاية الضخمة لمرشحي الرئاسة الأمريكيين التي بلغت أربعة مليارات دولار بات واضحاً توجيه قضيتي الديون المتزايدة وعجز الموازنة لخيارات الناخبين الأمريكيين في الانتخابات الرئاسية القادمة المزمع اجراؤها في الثاني من نوفمبر المقبل.
ويرى محللون اقتصاديون أن تزايد معدلات العجز في الموازنة والديون يمكن أن ينعكس سلباً على موقف الرئيس جورج بوش في الانتخابات القادمة مشيرين الى أن الرئيس الامريكي القادم سوف يضطر الى طلب العون من شركاء واشنطن التجاريين لاحتواء التداعيات السلبية الناجمة عن الديون والعجز التجارى.
وأوضح المحلل الاقتصادي مايك دولان ان السيناتور كيري حال نجاحه في الانتخابات القادمة ربما يجد نفسه في وضع افضل من الرئيس جورج بوش للتعامل مع تلك القضيتين اذا ما قرر تفعيل آليات التعاون مع الشركاء التجاريين.
وأضاف ان العجز في الميزان الجاري العام الحالي سوف يصل الى حوالي 640 مليار دولار بنسبة 5.4 في المائة من الناتج القومي الامريكي وهوما اثار مخاوف المؤسسات الدولية من احتمالات تراجع نمو الاقتصاد الامريكي والعالمي.
وأشار الى ان واشنطن ينبغي عليها التعاون بفاعلية مع شركائها التجاريين وحكومات الدول الاخرى والمستثمرين لتشجيعهم على شراء سندات الخزانة لتغطية العجز المتزايد في الميزان التجاري والديون.
ويرى محللون اقتصاديون امريكيون ان تزايد معدلات العجز في الموازنة والديون تهدد بتقليص معدل نمومبيعات المنازل التي حققت طفرة ملحوظة في أغسطس الماضي حيث بلغت 150 مليار دولار.
وأوضح المحلل دافيد ووكر ان زيادة معدلات الادخار على المستوى العالمي سوف تكون في صالح الاقتصاد الامريكي حيث تحتاج واشنطن الى ملياري دولار يومياً لمواجهة العجز المتزايد في الموازنة.
وأضاف ان العجز التجاري والديون الامريكية يعرضان نمو الناتج المحلي الاجمالي في العديد من الدول المرتبطة اقتصادياً بالولايات المتحدة كاليابان والصين وألمانيا علاوة على انهما سوف يقلصان من معدلات الصادرات للسوق الامريكية ويزيدان احتمالات زيادة الفائدة وهو ما سوف ينعكس سلباً على أسواق المال الدولية.
وأوضح المحلل الاقتصادي بيتر كينين ان الاقتصاد العالمي يحتاج الى التوصل الى اتفاق عالمي بحيث تقوم الولايات المتحدة بالعمل على خفض العجز في الموازنة مقابل زيادة الدول الآسيوية لاسعار صرف عملاتها أمام الدولار ولاسيما الصين (تتهم واشنطن بكين بتخفيض سعر صرف اليوان الصيني امام الدولار) وزيادة الاتحاد الاوروبي لمعدلات الطلب وأوضح ان المفاضلة بين بوش وكيري في الانتخابات القادمة سوف ترتكز في جانب كبير منها على قدرة كل منهما على تحقيق تلك الصفقة.
من جهة اخرى اتهم المرشح الديمقراطي جون كيري الرئيس الجمهوري جورج بوش بالاخفاق في الوفاء (بالالتزامات الأساسية) للمنصب وهي الحفاظ على سلامة امريكا.
وقال سناتور ماساتشوستس ان بوش حاول ان يخفي الى ما بعد الانتخابات انباء اختفاء 380 طناً من المواد شديدة الانفجار من منشأة عسكرية عراقية بعد الغزو الامريكي للعراق في مارس اذار عام 2003.
وقال كيري متحدثاً عن بوش (لقد وقف امام الشعب الامريكي يوماً بعد يوم ليحدثنا عن مدى التقدم الذي تحقق في العراق وكيف اصبحنا أكثر أمناً تحت قيادته. لكن ماذا قال الرئيس عن المتفجرات المختفية.. لم يقل كلمة واحدة. وتساءل كيري قائلا (سيدي الرئيس.. ترى ماذا تخفي عنا ايضا.. ماذا تخفي ايضا عن الشعب الامريكي).
ومع اقتراب موعد الانتخابات في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني واصل كيري خلال حملته الانتخابية في ولاية ويسكونسن هجومه على بوش في قضية الامن القومي وهي قضية اظهرت استطلاعات الرأي ان الناخبين يؤيدون بوش فيها.
وقال كيري (خلال الاربع سنوات الماضية فشل في التزامه الرئيسي كرئيس لهيئة الاركان بان يجعل امريكا آمنة وسالمة كما يجب ان نكون).
وصرح كيري خلال لقاء مع انصاره في جامعة ويسكونسن بجرين باي بان المتفجرات المختفية يمكن ان تكون الان في ايدي الارهابيين. وفي لاس فيجاس ذهب كيري الى أبعد من ذلك وقال ان المتفجرات (نهبت... وان جندونا الشبان يتعرضون لنيران أسلحة سرقت من مخازن لم ير الرئيس ان حراستها على قدر من الأهمية).
ورفض ستيف شميت المتحدث باسم حملة بوش اتهامات كيري ووصفها بانها انتهازية وقال ان المرشح الديمقراطي ليس لديه رؤية لمحاربة الارهاب ولجأ الى (هجمات لا اساس لها متعمداً التشويش).
وأظهر استطلاع الرأي الذي أجرته رويترز مع مركز زغبي وأعلنت نتائجه امس استمرار تقدم الرئيس جورج بوش على جون كيري بثلاث نقاط مئوية على مستوى الولايات المتحدة وتعزز تقدمة قليلا في ولايتي اوهايو وفلوريدا المهمتين في الانتخابات الرئاسية.
وتقدم بوش على كيري محققاً نسبة تأييد بلغت 49 في المئة مقابل 46 في المئة لكيري في أحدث استطلاع تسلسلي مواصلا التفوق على سناتور ماساتشوستس مع اقتراب المتنافسين من حسم السباق على البيت الأبيض. وكان بوش متقدماً على كيري 48 في المئة مقابل 45 في المئة في اليوم السابق.
وتقدم كيري على بوش في ولاية ويسكونسن وتقدم على بوش أيضا في خمس من عشر ولايات محل صراع وفي ولاية ايوا حصل المرشحان كلاهما على 45 في المئة من نسبة التاييد لكل منهما.
وتقدم بوش على كيري في ولاية فلوريدا حيث حصل على 49 في المئة من نسبة التأييد مقابل 45 في المئة لكيري مرتفعاً بذلك ثلاث نقاط مئوية عن نتائج الاستطلاع في اليوم السابق.
وحصل بوش على 46 في المئة من التأييد مقابل 44 في المئة لكيري في ولاية اوهايو مرتفعاً بذلك نقطة واحدة عن نتائج اليوم السابق.
وتقدم كيري نقطة واحدة في ولاية بنسلفانيا ليحقق نسبة تأييد بلغت 49 في المئة مقابل 45 في المئة لبوش.
والنتائج الثلاث عرضة لهامش خطأ بنسبة 4.1 في نقطة بالزيادة أو بالنقصان في كل ولاية.
ويتقدم كيري بنسبة ضيئلة للغاية في ميشيجان ومينسوتا وكلورادو بينما يتقدم بوش بنسبة ضئيلة في ولايتي نيفادا ونيومكسيكو.
ومع اقتراب نهاية الحملة الانتخابية جمع الاستطلاع إجمالي عدد الناخبين الذين يميلون سواء لبوش أو كيري لأول مرة وتبقى بعد ذلك ثلاثة في المئة فقط من الناخبين المحتملين الذين لم يحسموا أمرهم بعد.