كيري.. واستوديوهات هوليوود
خالد الحقيل

التهبت الأجواء في الولايات المتحدة الأمريكية عشية الأيام الأخيرة من الانتخابات الرئاسية بين مرشحين كلاهما يمثل الوجه الآخر لعملة واحدة، وسادت حالة من التوجس والترقب لما ستسفر عنه النتائج النهائية، فهي دوماً متأرجحة، تارة لبوش وأخرى لكيري، مما يوحي لنا بتقارب فرص الفوز لايهما، مالم تحدث مفاجأة سارة للأمريكيين، وخاصة في مجال مكافحة الإرهاب الدولي، والذي أصبح ديدنهم خاصة مع شريط ابن لادن الأخير والذي أحال كل تفكير وتركيز الناخبين من فشل ذريع في العراق وفضائح متفجرات موقع (القعقاع) إلى الأمن القومي، وكيفية حماية حياتهم والدفاع عنها.
إن ما يضمن فوز الرئيس بوش، ويتيح له اكتساح منافسه الديمقراطي أمر بسيط نسبياً، فقط القبض على أحد العتاة في عالم الإرهاب الدولي وفق المفاهيم الامريكية، ولا بأس بما يسمونه الزرقاوي بالعراق، أو الظواهري أو غيرهم مما يؤرق جفون الأمريكيين ويقض مضاجعهم، وشخصياً أرجح الأول لاسيما وهناك شكوك أصلاً من مدى صحة وجوده على سطح كوكبنا، ولن يكون هناك أي صعوبة في إيجاد شخصية تماثله إن لم يكن حياً، أما لو كان حياً فلا بأس بسحق مدينة عراقية كاملة للظفر به أو حتى بأشلائه.
إن التأهب والاستنفار للقوات الأمريكية حيال مدينة الفلوجة بالعراق لهو خير دليل على التأهب لاقتناص صيد ثمين, صيد سيعيد كامل الأوراق إلى بوش في وقت هو في أمسِّ الحاجة إليه، وفي نفس الوقت هي مغامرة إما ستربح وستضعه على رأس أمريكا من جديد و إما ستفشل ولن يغير هذا الأمر من هزيمة قوات الاحتلال بالعراق .
تحمل لنا الساعات القليلة القادمة مفاجأة جمهورية، قد تقلب الطاولة رأساً على عقب، وتزيح الديمقراطيين أربع سنوات أخرى، وتجعل كيري يعظ شفتيه نادماً على كل دولار انفق في قضية خاسرة، لم ينبه منها إلا ارتفاع في ضغط الدم، والتوتر العصبي والنفسي الشديدين، أما أفضل ما اكتسبه من الهموم الانتخابية فهي الظهور بعض الوقت على شاشة التلفاز، مما قد يؤهله فيما بعد إلى التحول لنجم سينمائي كبير يشار له بالبنان، وربما حصل على رئاسة قادمة للولايات المتحدة الأمريكية، ولكن من خلال استوديوهات هوليوود...فقط.