Tuesday 2nd November,200411723العددالثلاثاء 19 ,رمضان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "متابعة "

ضغوط ما بعد سبتمبر وغياب (نادر) ضغوط ما بعد سبتمبر وغياب (نادر)
مسلمو وعرب أمريكا ينحازون لكيري نكايةً في بوش

يعيش المسلمون الأمريكيون حالة من التأرجح واللاثبات في أيام ما قبل الانتخابات الرئاسية، إذ تتنازعهم مجاهل شتى وإن عايشوا تداعيات الواقع المقروء أمامهم.
فهل يمكن أن يستقطب حزب دون الآخر هذه الشريحة دون يقدم أو يمهد لها تحقيق أدنى ذاتياتها المتركزة في مطالبها الحيوية في المشهد السياسي؟.. لن تأبه أي تجمعات إثنية بأي من المرشحين إن لم يجب أو يتجاوب مع سؤالها المركزي، خاصة في مجتمع اعتاد أن يعبر عن إرادته ويؤكدها على نحو فعال.
والتساؤل المركزي الذي تنبني وفقه لبنات عديدة، هو كيف لهذه الشريحة، التي باتت تمثل هاجساً غير مرئي لدى الشعب الأمريكي في عموميته، أن تطال مراميها الملحة في بنية سياسية ديموقراطية كانت أم جمهورية، ينبغي للدولة أن تكرسها لنمو مستمر، وحرية غير جزئية تتجاذبها أحداث لابد لهذه الشريحة في إرهاصاتها أو حتى وقوعها. يريد الفرد من المسلمين الأمريكيين أن يشعر في قرارة ذاته أن له وزناً، وأن الخطط التي تتبناها الدولة، تعكس اهتماماته الأصلية بوصفه فرداً، وبوصفهم جمعاً في ديموغرافية كلية.
إن المسلمين الأمريكيين كقلة، يستوعبون جيداً أن أي رئيس ألقت به رياح الانتخابات في البيت الأبيض، ليس هو موظفاً يمارس السلطة باسم ناخبيه، إنها سلطة أوكلها هؤلاء، وفي استطاعتهم أن يسحبوها عنه عند حلول الدورة الرئاسية التي تليها، إذ لا يتناقض ذلك مع حقهم الدستوري واحيازهم إلى مصالحهم فالعقد السياسي الحقيقي، هو العقد الذي يعبر عن الإرادة الجمعية للناخبين، والعقد الذي تفرضه النتائج المستخلصة من السلف الرئاسي، إذ إن المهمة الأساسية للنظرية السياسية، جمهورية كانت أم ديموقراطية، هو الارتقاء بما هو موجود فعلاً، وملء فجوات ماهو غائب، وهذا ما يتطلع إليه المسلمون الأمريكيون.
والعرب الأميركيون، فئة لا يمكن أن تسقط جزافاً من حسابات أي مرشح، بيد أن الحالة المفصلية تكمن في الشيزوفرانيا السياسية التي يعيشونها بين رؤاهم المطلبية الداخلية في وطن جديد قطنوه وحملوا هويته، وقضايا أوطانهم التي تربطهم بها أواصر القربى والدم والهاجس المشترك العام لاهتمامات الأمة ومصيرها في عالم جديد.
ويبدو أن التجاهل الجزئي، متعمداً كان أم سهواً، الذي لا يتجاوز أطر البروتوكولات والتلميع الوقتي الذي تفرضه ضرورات نفى صفات معينة للمرشح المعين، كمناوئية للإسلام، والعرب في أوطانهم الأم كمنابع لأفكار متطرفة. فبوش نراه يدافع عن نفسه بأنه أول رئيس أمريكي يزور مسجداً ويقيم جسور مودة مع المسلمين، ثم ينبري كيري منتقداً أساليب التمييز ضد العرب.
إن شريحة العرب الأمريكيين، تجمعها روابط ووشائج قوية وإن فرقتها جنسيات أصلية ومعتقدات وإهتمامات مختلفة، ويبدو أن كل هذه العوامل تحمل نواة صياغة سياسية موحدة إن جدولة خياراتها ومصالحها على نحو مقنن وعلى أسس منهجية تتبصر مالها وما عليها وما يتعين السعي إليه كمنجز نهائي ثابت وغير خاضع لإستراتيجيات مرحلية مؤقتة.
وعلى سطح جدلية المأمول وأصاب بالإحباط، تبدو المؤشرات تصب في مصلحة كيري كخيار للعرب المسلمين، رغم أنه لم يأت بجديد عن منافسه بوش في هذا الصدد، فضلاً عن أنه يميل إلى التحرر الذي يناقض الطبيعة العريبة، ثم اقتراحه فرض ضرائب على أصحاب الأعمال المتوسطة، أي الذين يزيد دخلهم على 200 ألف دولار سنوياً.
وعلى صعيد سياساته الخارجية، ذكر كيري بملء فيه أنه منحاز إلى إسرائيل وحريص على أمنها في حال انتخابه. وما ينبثق هنا، لماذا إذن ينتخبه العرب الأمريكيون، وهو لم يأت بجديد ولا يختلف عن بوش في هذا السياق، الإجابة تكمن في أنه - أي كيري - الخيار الوحيد المتاح في ظل وجود أي أمل لرالف نادر.
وثالثة الأثافي أن فصائل (أبو حمزة المصري) ذات الصلة بتنظيم القاعدة، أعلنت عبر الشبكة العنكبوتية، أنها تؤيد إعادة انتخاب بوش لأنها تستطيع إدراك كنه تفكيره وكيف تتعامل معه، فضلاً عن أن غباءه مدعاة لتوحيد المسلمين لكراهيته، أما كيري فيثير المخاوف لحنكته في تجميل المساوىء وتقديمها للمسلمين على أنها حضارة.
وفي بيان أصدره مكتب العلاقات الأمريكية (كير) من مركزه في ولاية أو هايو أخيراً، عن ارتياحه لما وصفه بالنجاح المستمر لأنشطته التي تغطي ثلاث مدن رئيسية، لحشد أصوات المسلمين في هذه الولاية الصناعية الكبيرة، عبر اتصالات هاتفية تجاوزت في مجملها ثلاثة آلاف اتصال استهدفت مسلمين مقيمين في أوهايو أكدوا أنهم سيلتزمون بالتوجه إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، إذ يتعين على المسلمين أن لا يقفوا مكتوفي الأيدي كمتفرجين على الانتخابات الراهنة، بل يجب أن يتخذوا صفة المشاركة الكاملة، بحسب مصادر المكتب.
وقد لوحظ تزايد أعداد المتطوعين المسلمين يعبئهم الحماس لتنظيم جهود مسلمي البلاد منذ أكثر من اسبوعين بالرغم من صيامهم، لوعيهم التام أن مسلمي أمريكا كأقلية، يتمتعون في انتخابات العام الحالي بعدة خصائص تميزهم عن الجماعات الأخرى، وتجعل منهم صوتاً يسعى الحزبان الكبيران إلى استقطابه، وأولى هذه الخصائص هي وجودهم المكثف في بعض الولايات الهامة كأوهايو. والخاصية الثانية هي أن مسلمي أميركا قادرون على التصويت ككتلة انتخابية واحدة كما حدث عام 2000، أما الخاصة الثالثة فهي أن المسلمين الأمريكيين يعون حالياً من أكثر الجماعات تعبئة سياسية نظراً للضغوط التي تعرضوا لها خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
بعيد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، أفاق الأميركيون على حقيقة أنهم على عدم دراية تامة بالمسلمين عموماً والعرب خاصة كشريحة داخل مجتمعهم، بيد أن العرب لهم دلوهم في هذا الأمر نظراً لتقوقعهم على ذاتهم وعدم مشاركتهم في الحوار الأمريكي الداخلي الأمر الذي تمخض عن عدم تأثيرهم في هذا المجتمع.
هذا اللاوعي بالآخر والمتبادل، أرخى بظلاله السلبية على العرب المسلمين الأمريكيين، بيد أنه في ذات الوقت، أتى بإيجابية الاهتمام بهم وبدينهم وثقافتهم وعاداتهم، ما أفرز دافعاً ذاتياً لدى العرب على وجوب إقحام شريحتهم كفئة فاعلة متفاعلة في الواجهتين السياسية والاجتماعية، فالإسهام السياسي لم يعد ضرباً من الترف أو خياراً طوعياً، بل حتميات تكريسية إن هم أرادوا لصوتهم أن يعلو ويسمع.
غباء بوش قادر على توحيد صفوف المسلمين في كراهيتهم له..
(فصائل أبو حفص المصري)
المسلمون الأمريكيون سيصوتون للمرشح الديمقراطي جون كيري..
(اللجنة الأمريكية لمكافحة التمييز)
دونالد رامسفيلد لن يحتفظ بمنصبه إن أعيد انتخاب بوش..
(السفير الأمريكي لدى ألمانيا دانيال كوتس)
كيري .. كيري.. كيري..
(حملة انتخابية عربية مؤيدة لجون كيري)


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved